تهدف هذه الورقة إلى تحليل تداعيات التصديق على مشروع قانون حلّ الكنيست بالقراءة التمهيدية بواقع 61 عضو مؤيدا للقرار ومعارضة 54 عضوا وتغيب 4 أعضاء من القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي) من تحالف القائمة المشتركة عن التصويت. وتحمل هذه الخطوة الكثير من الدلالات على المشهد السياسي الإسرائيلي وتوجد خيارات سياسية مختلفة أمام اللاعبين السياسيين في المشهد السياسي من قيادات وأحزاب سياسية. وكان واضحا أن كل اللاعبين في المشهد السياسي الإسرائيلي يتحركون حيال تشكيل الحكومة الحالية واتفاق التناوب على أساس أنها حكومة مؤقتة وأن الانتخابات قريبة جدا.
تستشرف هذه الورقة تداعيات فوز جو بايدن وخسارة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت يوم 3/11/2020 على العلاقات مع إسرائيل في المرحلة المقبلة.
تنطلق الورقة من فرضية أن بايدن سيعيد رؤية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلى حد ما، في تعامله مع إسرائيل ومع الملفات الإقليمية المتعلقة بها. غير أن انشغال بايدن بهذا الملف قد يكون متأخرا أو تدريجيا بسبب انهماكه في القضايا الداخلية التي تم انتخابه من أجلها تحديدا. وهذا يعني أيضا أن بايدن سوف يتعامل مع جزء من إرث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا سيما ما تم تنفيذه في ولايته، بينما سوف يعيد النظر إلى حدّ إلغاء مركبات أخرى من هذا الإرث، وهذا سيكون في المسائل المتعلقة بإسرائيل مباشرة، أو بمسائل لها علاقة غير مباشرة بإسرائيل.
تـتابع هذه الورقة أبعاد واسقاطات فضيحة التسجيلات الصوتية الأخيرة التي كُشف النقاب قبل أيام عن تورط المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت وتتقصى عن معني تسريبها ونشرها في التوقيت الحالي، وتقرأ انعكاساتها على صورة نظام الحكم في إسرائيل وثقة الجمهور العام به وبمؤسساته وأذرعه وإسقاطاتها على مستقبل العلاقات التبادلية بين هذه المؤسسات والأذرع وعلى أدائها المستقبلي.
تحاول هذه الورقة أن تستكشف إلى أي مدى أثرت إدارة بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشلة لأزمة جائحة كورونا، وما نتج عنها من أزمة اقتصادية واجتماعية، في إضعاف مكانة نتنياهو وحزب الليكود في أوساط الجمهور الإسرائيلي بشكل عام، وجمهور اليمين بشكل خاص، وما إذا كانت الأزمة وحالة الضعف والتراجع التي يشهدها نتنياهو وحزبه، والتي تنعكس في استطلاعات الرأي العام المتواترة، قد أفقدت نتنياهو الدعم المطلق الذي كان يتلقاه من أحزاب اليمين الديني والقومي، بحيث فقد البيت الطبيعي الذي ضمن له البقاء على كرسي رئاسة الحكومة لأطول فترة منذ إنشاء دولة إسرائيل برغم فشله في الحصول على الأغلبية التي تمنحه إمكانية تشكيل حكومة في ثلاث دورات انتخابية.
الصفحة 7 من 18