تستشرف هذه الورقة تداعيات فوز جو بايدن وخسارة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت يوم 3/11/2020 على العلاقات مع إسرائيل في المرحلة المقبلة.
تنطلق الورقة من فرضية أن بايدن سيعيد رؤية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلى حد ما، في تعامله مع إسرائيل ومع الملفات الإقليمية المتعلقة بها. غير أن انشغال بايدن بهذا الملف قد يكون متأخرا أو تدريجيا بسبب انهماكه في القضايا الداخلية التي تم انتخابه من أجلها تحديدا. وهذا يعني أيضا أن بايدن سوف يتعامل مع جزء من إرث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا سيما ما تم تنفيذه في ولايته، بينما سوف يعيد النظر إلى حدّ إلغاء مركبات أخرى من هذا الإرث، وهذا سيكون في المسائل المتعلقة بإسرائيل مباشرة، أو بمسائل لها علاقة غير مباشرة بإسرائيل.
تـتابع هذه الورقة أبعاد واسقاطات فضيحة التسجيلات الصوتية الأخيرة التي كُشف النقاب قبل أيام عن تورط المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت وتتقصى عن معني تسريبها ونشرها في التوقيت الحالي، وتقرأ انعكاساتها على صورة نظام الحكم في إسرائيل وثقة الجمهور العام به وبمؤسساته وأذرعه وإسقاطاتها على مستقبل العلاقات التبادلية بين هذه المؤسسات والأذرع وعلى أدائها المستقبلي.
تحاول هذه الورقة أن تستكشف إلى أي مدى أثرت إدارة بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشلة لأزمة جائحة كورونا، وما نتج عنها من أزمة اقتصادية واجتماعية، في إضعاف مكانة نتنياهو وحزب الليكود في أوساط الجمهور الإسرائيلي بشكل عام، وجمهور اليمين بشكل خاص، وما إذا كانت الأزمة وحالة الضعف والتراجع التي يشهدها نتنياهو وحزبه، والتي تنعكس في استطلاعات الرأي العام المتواترة، قد أفقدت نتنياهو الدعم المطلق الذي كان يتلقاه من أحزاب اليمين الديني والقومي، بحيث فقد البيت الطبيعي الذي ضمن له البقاء على كرسي رئاسة الحكومة لأطول فترة منذ إنشاء دولة إسرائيل برغم فشله في الحصول على الأغلبية التي تمنحه إمكانية تشكيل حكومة في ثلاث دورات انتخابية.
تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على الوضعين السياسي والشخصي لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، في ظل آخر التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها إسرائيل، لا سيّما تلك التي نتجت عن جائحة كورونا وانتشارها. وستفعل ذلك من خلال رصد أهم التحديات الراهنة التي يواجهها نتنياهو على المستويين الشخصي والسياسي، ومدى تأثير هذه التحديات على مستقبله المرتقب، خاصة وأن المشهد السياسي الإسرائيلي يتصرف وكأن الانتخابات على الأبواب، وتحديداً في شهر آذار 2021.
الصفحة 9 من 19