تشهد إسرائيل في السنوات الأخيرة تراجعاً ملموساً في الحيز الديمقراطي الذي كان متوفراً أصلاً للمواطنين اليهود بشكل كبير وواسع وللمواطنين العرب بشكل أقل بكثير. فالتمييز ضد العرب، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وما إلى ذلك، كان سياسة معتمدة منذ تأسيس إسرائيل.
رغم ذلك، فإن حتى هذا الحيز الديمقراطي تراجع في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عودة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الحكم في العام 2009. ومنذ ذلك الحين تراجع هذا الحيز بوتيرة متزايدة، وعلى ما يبدو سيصل ذروته خلال ولاية حكومة نتنياهو الحالية، اليمينية المتطرفة الضيقة.
فشل رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في اجتياز عقبة صعبة في الكنيست، الليلة الماضية، وقرر تأجيل التصويت في هيئته العامة على مشروع قرار صادقت عليه الحكومة ويلتف على صلاحيات المسؤول عن تقييد الاحتكارات، الأمر الذي يعرقل في هذه الأثناء المضي قدماً في خطة تمنع تقييد احتكار استخراج الغاز الطبيعي بأيدي شركة "ديلك" الإسرائيلية التي يسيطر على أسهمها رجل الأعمال إسحاق تشوفا وشركة "نوبل إنرجي" الأميركية.
بحلول الصيف الحالي، تكون قد مرت عشر سنوات على خطة الانفصال، التي أخلت إسرائيل بموجبها جميع المستوطنات في قطاع غزة، وكانت تعرف باسم "غوش قطيف"، وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، وتم في إطارها أيضا سحب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع وإعادة انتشاره حوله في حصار مستمر حتى اليوم.
احتدم السجال في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة بين الحكومة ونقابات الفنانين المسرحيين حول حرية التعبير عن الرأي في القضايا التي يجري تناولها في الحياة الثقافية. ورغم أن قسما بارزا من هذه القضايا المختلف حولها يتعلق بقضايا الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إلا أن السجال الحاصل أبرز شرخا واسعا بين اليمين واليسار الصهيوني في إسرائيل.
يحاول رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، استغلال حملة المقاطعة الدولية التي اشتدت مؤخرا، من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، من خلال شعاره المكرور أن "العالم ضد اليهود ودولة اليهود"، في مسعى يهدف إلى جعل الرأي العام المحلي يلتف حوله فيما يتعلق بمطالبة المجتمع الدولي ألا يمارس ضغوطا عليه من أجل إعادة إحياء العملية السياسية الإسرائيلية – الفلسطينية.
ساد توتر سياسي ودبلوماسي في إسرائيل، الأسبوع الماضي، على خلفية الطلب الفلسطيني القاضي بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم ("الفيفا").
ووصل هذا التوتر، الذي رافقه حراك دبلوماسي إسرائيلي، ذروته في ساعات عصر يوم الجمعة، عندما بدأ رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل الرجوب، يلقي كلمته أمام كونغرس الفيفا الذي عقد في مدينة زيوريخ السويسرية، تمهيدا للتصويت على الطلب الفلسطيني.
الصفحة 32 من 61