ليست هناك كراهية لها تاريخ طويل ودموي مثل اللاسامية. وقد وصفها المؤرخ "روبرت ويستريخ" بأنها "أقدم كراهية في التاريخ". فعلى مرّ آلاف السنوات أصابت عدوى اللاسامية شعوباً وديانات وثقافات لا حصر لها، وفتكت بضحاياها اليهود بشتى الطرق والوسائل المروعة. ولكن، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه خلاف فيما يتعلق بحجم الظاهرة الواسع، فإن من المفاجىء معرفة أنه لا يوجد تقريباً إتفاق حول أسبابها.
قابله: فراس خطيب
الباحث الإجتماعي، البروفيسور ماجد الحاج، يقدم من خلال كتابه الجديد "الهجرة والتكوين الإثني لدى اليهود الروس في إسرائيل" طرحاً إجتماعياً سياسيًا قد يعتقده البعض للوهلة الأولى مألوفاً في المجتمع الاسرائيلي، لكنه يحمل في طياته رؤى جديدة وتأثيرات بعيدة الأمد تستقطب تأثيرات الهجرة الروسية الإجتماعية والسياسية والثقافية على المجتمع الاسرئيلي عامة وعلى الفلسطينيين في الداخل واليهود الشرقيين والغربيين، إذ يضع الحاج هذه القضايا كلها في منظور شمولي واحد وفي واقع واحد تملأه التخبطات في كل المجالات.
مع انهيار الإمبراطوريات القديمة، طمح اليهود إلى السيطرة على وطنهم التاريخي. لكن مجموعة أخرى اعتقدت أنه وطنها أيضا.
إنه تاريخ يروى عادة من خلال واحد من فنين قصصيين: صهيوني أو فلسطيني. يعتمد مدى بروز أحدهما على الآخر على الميزان السياسي للقوة. من هنا، الرواية الإسرائيلية معروفة أكثر في الغرب، أما تلك التي يعرضها الطرف الأضعف، الفلسطينيون، فهي أقل انتشارا بكثير.
فضلاً عن مفاعيل صيغ تجاوز الصراعات الشخصية، التي لا يجوز التقليل من أهميتها، فإن "تذليل العقبات" أمام إقرار خطة "فك الارتباط" من جانب الحكومة الاسرائيلية أسهمت فيه عدة عوامل قد تبدو متوارية عن الأنظار، لكنها تعتبر عوامل مباشرة وفي صلب الأحداث.
الصفحة 735 من 859