"هذه المعطيات ترسم صورة قاتمة لواقع بائس ومثير للقلق في ما يتعلق بمسألة العمل والتشغيل بين المواطنين العرب في إسرائيل وبالفجوات العميقة بين المجموعات السكانية المختلفة"! ـ هذه الخلاصة القاتمة هي التي يسجلها مراقب الدولة الإسرائيلية، يوسف شابيرا، في تقريره السنوي للعام 2015 (رقم 66 ج) والذي نشره الأسبوع الفائت (يوم الثلاثاء – 24 أيار)، في الباب الأول، من الفصل الأول، الذي خصصه لتشغيل المواطنين العرب في البلاد.
أعدّ مراقب الدولة الإسرائيلية، القاضي المتقاعد يوسف شابيرا، تقريرا وجه فيه انتقادات شديدة إلى وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية حول عدم معالجة الوزارة لموضوع العنصرية في جهاز التعليم الحكومي، وعدم دفع برامج تعليمية حول الحياة المشتركة بين اليهود والعرب، والامتناع عن مواجهة الشروخ في المجتمع في إسرائيل، وتجاهل الوزارة تقارير وضعتها لجان رسمية حول نشر مبادئ الديمقراطية في المدارس.
يروج السياسيون الإسرائيليون طوال الوقت بأن إسرائيل دولة مهددة، تواجه تحديات هائلة من جانب إيران وحزب الله وحماس و"الإرهاب الإسلامي" المتمثل بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وفرع القاعدة في سورية "جبهة النصرة"، وحتى أن بعض السياسيين يضيفون إلى ذلك الهبة الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية.
أكدت دراسة جديدة صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب في مناسبة مرور مئة عام على اتفاق سايكس- بيكو (1916)، أن الحروب الأهلية التي اندلعت في السنوات الأخيرة في عدد من الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن صعود حركات تتغذى أساساً من "ظاهرة التطرف الإسلامي"، تشكل تحدياً للبنية السياسية الحالية للمنطقة ولسيادة الدولة.
الصفحة 555 من 859