لا شك في أن تكاثر التقارير بشأن شبهات الفساد المنسوبة إلى بنيامين نتنياهو، بموازاة قرارات محاكم تدين زوجته بشأن تعاملها الفظ مع العاملين في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء، يعيد إلى الأذهان ما جرى مع كل رؤساء الوزراء في السنوات العشرين الأخيرة، إذ خضع كل رؤساء الوزراء إلى تحقيقات في شبهات، بعضها يعود لسنين عديدة الى الوزراء. فنتنياهو، ومنذ عودته إلى السياسة في مطلع العام 2003، كوزير للمالية، يسبح بحركات متسارعة، في بحر حيتان المال الشّرهة؛ وملاطفته لبعضها وتأمين مصالحها، سيجعله عرضة لافتراس الحيتان الخاسرة، أو تلك التي لم يحقق لها نتنياهو مصالحها بالقدر الذي توخته منه.
أكد تقرير جديد صادر عن "جمعية حقوق المواطن" في إسرائيل أنه بالرغم من وجود تغيرات تتعلق بالسيطرة الإسرائيلية على المناطق المحتلة منذ 1967، فإن السّيطرة الإسرائيليّة على الحيّز الواقع بين نهر الأردن والبحر ظلت هي القوّة الأهمّ والأكثر تأثيرًا في الحياة اليوميّة لجميع الأشخاص الذين يسكنون في هذا الحيّز. وهذه القوّة والسّيطرة البالغة التي تملكها إسرائيل تُلقي عليها أيضًا مسؤوليّة كبيرة.
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة عن رفضه المطلق للمبادرة الفرنسية التي ترمي إلى عقد مؤتمر سلام دولي، حتى نهاية العام الحالي، من أجل إخراج العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين من جمودها واستئناف المفاوضات بين الجانبين، من خلال منحهما محفزات سياسية وأمنية واقتصادية.
يشمل هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" مجموعة أخرى من التحليلات والتقارير التي تحاول أن توسع دائرة الضوء على التحولات التي خضعت لها إسرائيل في ظل استمرار ولايات بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية ولاية تلو الأخرى على مدى ما يقارب العقدين، منذ ولايته الأولى عام 1996.
الصفحة 553 من 859