قبل تسعة أيام من الانتخابات الإسرائيلية، وفي ظل الأوضاع الأمنية المتوترة وتراشق الاتهامات- "هم يمين"/ "هم يسار"- أظهر استطلاع مشترك للرأي العام أجراه موقع "هعوكتس" (اللسعة) والقناة الاجتماعية أن البرنامج الاجتماعي للأحزاب يهم الناخبين والناخبات ضعفي البرنامج السياسي. كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه "معهد سميث" أن غالبية الإسرائيليين لا تصدق مؤشر الفقر الذي تعده الدولة بواسطة مؤسسة التأمين الوطني وتقدر بأن مستوى الفقر أكبر بكثير.
أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في إسرائيل يوم 9 نيسان الجاري، لانتخاب الكنيست الـ 21 منذ تأسيس إسرائيل، عن تحقيق اليمين الإسرائيلي، بقيادة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، نصراً واضحاً يؤهله لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، التي ستكون الخامسة التي يرأسها نتنياهو، ابتداء من العام 1996، والرابعة على التوالي منذ العام 2009.
سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طيلة الوقت إلى تفتيت التحالفات الحزبية، التي كانت قائمة في الولاية البرلمانية المنتهية، والتي تشكلت تمهيدا لانتخابات 2015، بهدف أن يكون الليكود الكتلة البرلمانية الأكبر من دون منافس. وعلى الرغم من تفتت ثلاثة تحالفات، أحدها في ائتلاف اليمين الاستيطاني واثنان في المعارضة، إلا أن نتنياهو فوجئ بتشكل تحالف "أزرق أبيض" من ثلاثة أحزاب.
لا شك في أن البحث في السنوات العشر التي تولى فيها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، من حيث أنه كان أحد العقود الكبيرة التي عايشها الاقتصاد الإسرائيلي أو كان الأكثر خيبة، هو بحث هام ومعقد ومتشعب جدا، ولذا فإنه سيكون بحثا عاصفا.
يعرض آفي سمحون، رئيس المجلس القومي للشؤون الاقتصادية في مكتب رئيس الحكومة، جانبا واحدا من الجدل: لماذا كان هذا عقدا ناجحا إلى درجة كبيرة. وسمحون صادق في كل كلمة وفي كل معطى، لكن هذا لا يمكن أن يلغي الانتقاد وخيبة الأمل الكبيرة لكل من يدعي أن هذا عقد خاسر.
الصفحة 350 من 860