الانتخابات الإسرائيلية السابقة كانت استمراراً للحرب على غزة. وقد طغت على الأجواء الاعتداءات العشوائية في الشوارع والتحريض العنصري، وكان هناك من أحرقوا وهم على قيد الحياة. اليسار شعر بأنه يحارب لحماية الحس الإنساني لا أكثر ولا أقل، وحاول نفض الدولة من خلال المظاهرات وتوحد الأحزاب.
وهذه الانتخابات في المقابل هي انتخابات اليمين.
أفاد تقرير صحافي نُشر في إسرائيل، نهاية الأسبوع الأخير، بأن السنة المنصرمة 2018 شهدت ارتفاعاً حاداً في عدد الأخبار الصحافية التي قررت الرقابة العسكرية الإسرائيلية شطبها كلياً وحظر نشرها. وسجل عدد هذه الأخبار الصحافية المحظورة رقماً هو الأعلى خلال السنوات الأخيرة، باستثناء سنة 2014 التي شن خلالها الجيش الإسرائيلي عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة (بين 8 تموز و26 آب من تلك السنة). كما سُجل، في العام المنصرم أيضاً، ارتفاع حاد في عدد الأخبار
قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، ما زال عدم الوضوح هو سيد الموقف في استطلاعات الرأي العام، فعلى الرغم من الإجماع الحاصل في كل استطلاعات الرأي على أن ائتلاف بنيامين نتنياهو ما زال يسيطر على الأغلبية المطلقة فيها، إلا أن هناك علامات سؤال حول إجمالي المقاعد التي ستحصل عليها قوائم اليمين الاستيطاني المتشدد، وخاصة تلك التي ترتكز على التيار الديني الصهيوني كقاعدة أساسية لقوتها الانتخابية.
من مفارقات حملة الانتخابات الإسرائيلية القائمة أن من ضغط على مدى سنوات لرفع نسبة الحسم إلى ما هي عليه الآن، 25ر3%، أفيغدور ليبرمان، بات هو شخصيا مهددا بها، إذ أنه من المرشحين لاحتمال عدم اجتياز نسبة الحسم، ومعه قوائم محسوبة على اليمين. في حين أن احتمال تراجع نسبة التصويت في الشارع العربي، وبالأساس بسبب ظاهرة اللامبالاة، قد تساهم في تقليل تمثيل العرب من القوى الوطنية في الكنيست المقبل.
الصفحة 354 من 859