تظهر موجة اعمال العنف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية التي اسفرت الخميس (1/5) غداة عملية انتحارية، عن مقتل 15 فلسطينيا، العراقيل التي تعيق تطبيق "خارطة الطريق" خطة السلام الجديدة التي تم اعلانها غداة تشكيل حكومة "ابو مازن".وقتل 13 فلسطينيا بينهم طفل لا يتجاوز عمره سنتين في قطاع غزة في عملية عسكرية اسرائيلية شنها الجيش الاسرائيلي فجر الخميس بعد ساعات قليلة من نشر "خارطة الطريق" رسميا بينما قتل اثنان اخران في الخليل بالضفة الغربية.
الاستيطان في رأس العامود أحد المشاريع البارزة التي اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون أن يدفعها إلى الأمام بينما كان العالم الخارجي منشغلا بحمى الحرب على العراق. والمشروع الآخر كان نزع ملكية الأراضي لمشروع استيطاني من نوع آخر: ففي شمال الضفة الغربية كانت الجرافات تعمل بلا انقطاع في تشييد كيلومترات من الجدار الإسرائيلي. ولكن المستوطنة اليهودية في رأس العامود تمثل بشكل خاص خطرا من وجهة النظر الفلسطينية لأنها عبارة عن تغيير آخر في الوضع القائم بالقدس، بمعنى أنها خطوة إضافية على طريق السياسة الإسرائيلية العنيدة بتغيير الوجه الديموغرافي للقدس، الأمر الذي يؤدي إلى تعريض مفاوضات السلام للخطر.
كان وضع القدس محل نزاع بين الحركة الصهيونية والعرب الفلسطينيين حتى قبل نشوء دولة إسرائيل. آنذاك كانت المستوطنات اليهودية في القدس غالبًا ما تقع إلى الغرب وإلى الشمال من المدينة رغم أن العرب واليهود أخذوا يختلطون في الأحياء الغربية. على أنه رغم هذا الوجود المتنامي لم يعطِ مشروع الأمم المتحدة بالتقسيم لعام 1947 القدس لأي من الجانبين. (وهذا لم يكن موضع خلاف بالنسبة للزعماء الصهيونيين الذين قبلوا رسميًا التقسيم خلافا للعرب. وقد نقل عن دافيد بن غوريون أنه خطط لعاصمة تقع في مكان ما في النقب).
"اسرائيل ستبقى في حالة استنفار لفترة اسبوعين (آخرين) على الاقل"، هذا ما صرح به وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم، الذي يقوم حاليا بزيارة الى الولايات المتحدة. . وقال شالوم ان "حالة الاستنفار في اسرائيل تحسبًا لهجوم عراقي ستتواصل اسبوعين (اخرين) على الاقل".وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" التي نشرت هذه التصريحات ان الوزير الاسرائيلي يستند في تقديره خصوصًا الى محادثات اجراها خلال الاسبوع الجاري في واشنطن مع الرئيس الاميركي جورج بوش.
الصفحة 994 من 1047