قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، أهارون زئيفي- فركاش، اليوم الثلاثاء، انه "لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين بطرق عسكرية فقط". واضاف انه "لا قاع لبرميل الارهاب". وجاءت اقوال زئيفي- فركاش هذه متناقضة تمامًا مع أقوال رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي (الشاباك)، آفي ديختر، مؤخرًا، التي أكد في سياقها أن "الارهاب" ليس "محيطًا أو بحرًا كبيرًا، بحيث لا يمكن تجفيفه"!.
تقرير: وديع عواودة
داخل مكتبه في تل أبيب، حيث يعمل برفقة طاقم من المساعدين وحارس من قبل جهاز الامن العام، التقينا وزير العدل السابق وزعيم حزب " ياحد"، د. يوسي بيلين، ضمن حديث متشعب دار في فلك النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. في اللقاء فتح بيلين النار على أريئيل شارون الى حد اتهامه بالخرف، نافيا الاتهام الموجه لليسار بالاذدناب له لافتا الى اخطر خطأين، في رأيه، ارتكبهما كل طرف من الجانبين في السنوات الاخيرة وإلى غير ذلك من قضايا الساعة.
من أسعد تلحمي:
تواصلت لعبة الاحتمالات وتفاعلت بورصة التوقعات لما ستؤول إليه الأزمة الحكومية في إسرائيل على خلفية عجز رئيس الوزراء، اريئيل شارون، عن تجنيد غالبية في حكومته تدعم خطته للانفصال التدرجي، وسط تمرد تتسع رقعته داخل حزب "الليكود" ويهدد مستقبله السياسي. وعلى رغم ميل معلقين بارزين إلى الاعتقاد بأن شارون وخصمه اللدود الذي يقود جبهة المعارضة في الحكومة، بنيامين نتانياهو، قد يتوصلا قبل جلسة الحكومة التي ستصوّت على الخطة الأحد المقبل إلى "طبخة توافقية"، يتواتر الحديث في الساحة الحزبية عن احتمال تقديم موعد الانتخابات البرلمانية إلى الخريف المقبل.
الهزيمة المدوّية التي مني بها رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون في استفتاء أعضاء حزبه "الليكود" على خطة الفصل من جانب واحد عن الفلسطينيين، دفعت العديد من المعلقين وكتّاب الأعمدة في الصحف العبرية اليومية إلى اعتبار ووصف نتائج الإستفتاء الليكودي على أنه "هزة سياسية" وفشل مريع لنهج وزعامة شارون الفردية المتغطرسة، وإقحام للسلطة الحاكمة والطبقة السياسية الإسرائيلية بأكملها، بل وللدولة العبرية برمتها، في دوامة سياسية جديدة، تؤكد مرة أخرى على "أزمة القيادة" المستمرة في النظام السياسي الإسرائيلي، يصعب التكهن بنتائجها وتداعياتها.
الصفحة 864 من 1047