توعد رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون "كل من يمارس الارهاب ضد اسرائيل" بأنهم "لن يهنأوا بالنوم العميق وان اجهزة الأمن الاسرائيلية ستنشط على المستويات والأصعدة كافة سواء في أراضي السلطة الفلسطينية أو حزب الله أو سورية".
عند محاولة "لملمة" وعرض "صورة" موقف اليمين من "الدولة الفلسطينية" لا بد من التمييز بين موقفي مستويين/ جناحين رئيسيين: الاول موقف المستوى السياسي البرغماتي في معسكر اليمين، والثاني موقف المستوى الايديولوجي التنظيري.
وعلى الرغم من ارتباط هذه الجانبين - المستويين- بعلاقة متبادلة وتشابك شديد، الا ان العرض الذي سنسوقه هنا، سينصب على موقف المستوى الثاني، في هذه "المعادلة" التي لا يمكن لعراها ان تنفصم، وذلك من موقع الادراك لبدهية ان هذا الجانب او المستوى (الايديولوجي) يظل في المحصلة العامل الرئيسي والديناميكي الذي يولد ويستقطر ويصوغ الخطوط العريضة، واحيانا التفصيلية، لموقف المستوى الاول، السياسي، واقطابه ورموزه الفاعلة في الساحة السياسة
يجري أريئيل شارون مفاوضات سرية وعلنية مع العديد من الجهات الاسرائيلية لتوسيع ائتلافه الحكومي. ولكن هذه المفاوضات تتأثر اولا وقبل كل شيء بالموقف الذي يتخذه معارضوه داخل الليكود. وفي أفضل الأحوال يملك شارون في الليكود نصفه، اما النصف الآخر فليس غير محسوب في صفه وحسب، وإنما قد يكون أشد أعدائه. ولا يختلف اثنان في إسرائيل حول اضطرار شارون لتوسيع ائتلافه. ولكن الخلافات على أشدّها في الوجهة التي سيتخذها من أجل تحقيق هدف التوسيع. وتحدّد هذه الوجهة ليس فقط طبيعة الحكومة الإسرائيلية القادمة، وإنما كذلك سياستها.
في الوقت الذي لا تزال تتوالى فيه ردود فعل الأوساط السياسية والحزبية في إسرائيل على قرار المحكمة العليا تعديل مسار الجدار الفاصل شمال القدس المحتلة وغربها، أصدرت المحكمة أمس أمراً موقتاً جديداً بوقف العمل في الجدار جنوب القدس، حيث خطط لضم قرية نعمان القريبة من جبل أبو غنيم داخل الجدار. وتوقعت أوساط قضائية أن تبت المحكمة قريباً في عشرات الالتماسات الأخرى ضد إقامة الجدار في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ما يعني برأي مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية ارجاء البناء لأشهر كثيرة، مشيرين الى ان وزير الدفاع شاؤول موفاز سيقترح على الحكومة اعادة النظر في مسار الجـدار ليتطابق مع قرار المحكمة.
الصفحة 868 من 1047