أتاريخ آخر لفلسطين؟ أليس هناك ما يكفي من كتب تسرد هذا التاريخ أو تتطرق الى وجه أو آخر من وجوهه المتعددة؟
هناك, من دون شك, كمّ محترم من هذه الكتب, لكن, وعلى ما يُستخلص من هذا الكتاب بالذات, ليس ما يكفي لجهة النوع, خاصة وأن كفاية الكم هذه تدعو الى النظر في ما كُتب, وبمعزل عما إذا كان ثمة متسع لتأريخ جديد لفلسطين الحديثة. والحق أن كتاب المؤرخ الاسرائيلي إيلان بابِّه(*) هذا ليس محض سرد لوقائع الماضي الفلسطيني على مدى قرن ونصف القرن, وإنما أيضاً امتحان نظري للكثير مما كُتب حول هذا الماضي, عربي المصدر كان أم عبرياً, أم غربياً منحازاً الى صف الاسرائيليين أو الفلسطينيين.
العمليات العسكرية الأخيرة في غزة هي بأوامر من القيادة السياسية الاسرائيلية. والفكرة الكامنة وراء مثل هذه الاعمال هي استراتيجية شارون وجماعته، القاضية بالرد على العمليات التفجيرية بعمليات تفتيش عنيفة ينتج عنها سقوط عشرة قتلى فلسطينيين او أكثر خرج الخلاف بين رئيس الحكومة الاسرائيلي، ارئيل شارون، وقائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، الاسبوع الماضي، الى العلن. وذلك بعد أن قرر شارون توجيه توبيخ الى يعلون عبر وسائل الاعلام، بسبب المواقف التي عبر عنها هذا الأخير حيال خطة شارون المسماة )فك الارتباط( والتي تقضي بانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واخلاء مستوطنات في القطاع، وعدد قليل من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية. فقد اعلن يعلون معارضته للانسحاب الاحادي الجانب. ونسبت الصحف الاسرائيلية ليعلون قوله إنه )يجب الا نستبعد وجود علاقة بين تصاعد العمليات المسلحة التي ينفذها الفلسطينيون والاحاديث حول الانسحاب(. من جهة أخرى، قال رئيس جهازالامن العام (الشاباك)، آفي ديختر، الذي استدعي الى واشنطن لكي تستمع الادارة الاميركية لوجهة نظره من خطة شارون، قال إن >كل من يعتقد ان خطة فك الارتباط ستؤدي الى انخفاض ارادة الفلسطينيين بتنفيذ عمليات تفجيرية، فهو مخطئ
حول الفيلم الوثائقي )أولاد آرنا(: آرنا مير - خميس، تلك المرأة المرأة كتب فراس خطيب: )في أسوأ الحالات سأسجن ستة أشهر، عندها سأتعلم العربية على أصولها، أنا مرتاح جداًً، وزوجتي هيأت نفسيتها، سأشتاق إلى طفلتي الصغيرة، لا عليك كل شيء على ما يرام(. هكذا أجاب الفنان جوليانو مير- خميس، عندما سألته عن التحقيق الذي ينتظره في جهاز المخابرات الإسرائيلية، بعدما أخرج فيلمه الوثائقي )أولاد آرنا( الذي يعرض في هذه الأيام، هذا الفيلم الذي سطع من قلب المأساة، من قلب الحدث، جاء صفعة لا تقاوم في وجه من يتهم الشعب الفلسطيني الأعزل بالإرهاب، فصورة الحدث سبقت الحديث عنه. كانت التوقعات قبل الوصول الى >سينماتيك< حيفا (مكان عرض الفيلم) تكاد تقترب من العادية الروتينية، الجمهور ملأ القاعة، وأجبر الكثيرون على الجلوس جانباً وبين المقاعد وعلى الأدراج.
تواترت الاستطلاعات الاسرائيلية خلال الأسبوع الفائت، وكان من أبرزها الاستطلاع السنوي للعام 2003 الصادر عن مركز (يافي) للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب و"مؤشر السلام"، الذي ينجزه شهرياً مركز "تامي شطاينيتس" لأبحاث السلام في الجامعة نفسها، تحت اشراف البروفيسور افرايم ياعر ود.
الصفحة 859 من 1047