مدخل:
وضعت قائمة "الاتحاد الوطني- المفدال" هدفاً سياسياً لنفسها وهو تحوّلها إلى قوة سلطوية وسط ضم وإشراك الأحزاب والهيئات التي تمثل مجمل الفسيفساء القائم في دولة إسرائيل وتتبنى ذات القيم التي يتبناها المعسكر القومي.
العملية السياسية، الأمن والعلاقات الخارجية
كانت المصلحة الإسرائيلية، وما زالت، هي إنهاء الاحتلال وتقسيم البلاد في الفترة النيابية المقبلة، بواسطة اتفاقية ترتكز على خطة كلينتون ومبادرة جنيف. فوز حماس في السلطة الفلسطينية لا يغيّر هذه المصلحة.
على رغم أن السواد الأعظم من الإسرائيليين (70 في المائة بحسب استطلاع صحيفة معاريف) يؤكدون أن الدعاية الانتخابية المتلفزة لا تؤثر على موقفهم، في مقابل 29 في المائة قالوا إن لها تأثيراً (و18 في المائة قالوا إن التأثير بسيط)، إلا أن الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية الوشيكة لا تزال ترى في الشاشة الصغيرة الوسيلة الإعلامية الأقوى لنقل رسائلها إلى الناخب الإسرائيلي
من شأن قراءة في البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية الرئيسة التي ستشارك في انتخابات الكنيست الـ17، يوم الثلاثاء 28 آذار الجاري، أن تجعلنا نتوصل إلى الخلاصة التي سبق أن عبّرنا عنها كما عبّر عنها آخرون أيضًا، ومؤداها أن إسرائيل تمضي إلى هذه الانتخابات وهي أكثر تمسكًا بسياسة الضمّ والتوسع والعدوان، التي لم تكفّ عنها يومًا. أما "الرؤيا" حول حلّ "دولتين للشعبين"، التي لا ينفك البعض يروّج لرسوخها في المسلكية السياسية الإسرائيلية العامة، فتبقى في هذه البرامج لا أكثر من "ضريبة كلامية" بينما هي في الممارسة مجرّد رؤيا غائمة مغلّفة بكل ما في مقدوره أن يفضي إلى المزيد من تمكين الدولة الإسرائيلية وتعزيز أمنها، في جهة وإلى استئصال كل ما من شأنه أن يجعل الدولة الفلسطينية العتيدة دولة قادرة على الحياة، وخصوصًا موردي الأرض والحيّز، في جهة أخرى موازية ومكمّلة.
الصفحة 598 من 1047