أصبحت رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، على يقين بأنها لن تشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وأن رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، هو الوحيد القادر على تشكيل حكومة، وفقا لنتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية، التي أظهرت وجود أغلبية ممثلة ب65 عضو كنيست من كتلة أحزاب اليمين مقابل 55 عضو كنيست يمثلون أحزاب الوسط – يسار والأحزاب العربية. وقد يطرأ تعديل طفيف على هذه التوزيعة بعد الانتهاء من فرز أصوات الجنود، البالغ عددها 188 ألفا تقريبا، مساء اليوم الخميس – 12.2.2009.
وبدأ نتنياهو، أمس، بإجراء اتصالات مع قادة أحزاب اليمين، وخصوصا رئيس شاس، ايلي يشاي، ورئيس "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان. ورغم أنه بإمكان نتنياهو تشكيل حكومة يمين ضيقة، إلا أنه يريد ضم ليفني وحزب كديما إلى حكومته، من أجل تحسين صورته أمام العالم. ولذلك فإنه سيتعين عليه توخي الحذر لدى منحه وعود ائتلافية لأحزاب اليمين ورسم الخطوط العريضة للحكومة الجديدة، كي يفسح المجال أمام احتمال انضمام كديما.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه مستعد لمنح كديما حقيبتين وزاريتين من بين الحقائب الوزارية الثلاث الأهم في الحكومة، وهما حقيبتا الخارجية، لليفني، والدفاع، لشاؤل موفاز. وتشير التقديرات إلى أن الحقيبة الوزارية الثالثة، المالية، سيحصل عليها ليبرمان، أو أنها ستبقى بأيدي نتنياهو نفسه.
ويبدو أن المفاوضات الائتلافية الأصعب التي سيواجهها نتنياهو ستكون مع حزب "إسرائيل بيتنا". فقد وضع زعيم هذا الحزب، ليبرمان، شروطا أمام انضمامه للحكومة. وبحسب المحلل السياسي في صحيفة معاريف، بن كسبيت، فإن ليبرمان يطالب ببقاء وزير العدل، دانييل فريدمان، في منصبه. كذلك يطالب بتغيير طريقة الحكم في إسرائيل فورا وإقرار الزواج المدني إضافة إلى إصلاحات أخرى في مجال العلاقة بين الدين والدولة. لكن في حال وافق نتنياهو على هذه الشروط فإن حزب شاس لن يوافق على المشاركة في حكومته.
وفي هذه الأثناء يتمحور الصراع بين نتنياهو وليفني حول الحصول على تكليف بتشكيل الحكومة من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس. ومن أجل ذلك يعقدان اجتماعات ويجريان اتصالات مع قادة الأحزاب الأخرى من أجل الحصول على التكليف. ورغم أن أحزاب اليمين ستوصي أمام بيرس بتكليف نتنياهو إلا أن ليبرمان يرفض الإعلان عن موقفه في هذه الأثناء، ما يثير توترا لدى نتنياهو الذي يريد أن يوصي أكثر من نصف أعضاء الكنيست بتكليفه وقطع الطريق أمام احتمال تكليف ليفني. من جانبه يستغل ليبرمان هذا الوضع، وسيسافر، اليوم، لقضاء إجازة خارج البلاد من دون الإعلان عن قرار حول التوصية أمام بيرس. وهو يريد بذلك ممارسة ضغوط على نتنياهو للاستجابة لأكبر عدد ممكن من مطالبه.
ويجدر الالتفات، في هذا السياق إلى الجدول الزمني لتشكيل الحكومة المقبلة.
اليوم الخميس – انتهاء عملية فرز الأصوات ونشر نتائج نهائية غير رسمية، مساء.
18 شباط – نشر النتائج الرسمية للانتخابات العامة وبدء الرئيس الإسرائيلي عملية المشاورات مع قادة الأحزاب من تكليف رئيس حزب بتشكيل حكومة.
24 شباط – افتتاح دورة الكنيست الجديدة وأداء أعضائها قسم الولاء.
25 شباط – حتى هذا التاريخ يتعين على الرئيس الإسرائيلي الإعلان عن قراره بخصوص التكليف لتشكيل حكومة.
25 آذار – انتهاء مدة ال28 يوما لتشكيل الحكومة، لكن القانون يمنح إمكانية تمديد مهلة تشكيل الحكومة لمدة 14 يوما آخر، ما يعني أن نهاية آذار سيكون موعد عرض الحكومة الجديدة على الكنيست، أو إعلان المكلف بتشكيل الحكومة عن فشله في هذه المهمة وتكليف شخص آخر.
نتنياهو يرفض فكرة التناوب
في غضون ذلك رفض نتنياهو فكرة التناوب مع ليفني على رئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قياديين في الليكود قولهم إن نتنياهو شدد خلال اجتماع لكتلة الليكود، مساء أمس، على أنه "حصلنا على تفويض من الشعب وسوف نتوجه إلى شركائنا الطبيعيين وبعد ذلك سنعمل على توسيع الحكومة ولن يكون تناوبا". وجاءت أقوال نتنياهو في أعقاب اجتماعه مع ليبرمان ويشاي.
ودعا نتنياهو حزب كديما إلى الانضمام إلى حكومة برئاسته وقال أنه "إذا تعال كديما عن الاعتبارات السياسية الحزبية والمناورات، واهتموا بالمساهمة في تشكيل حكومة من أجل مصلحة الدولة فإنهم سينضمون إلى حكومتنا". وأوضح نتنياهو "سأبدأ باتصالات رسمية بعد صدور قرار الرئيس وهذا ليس بالأمر البسيط لكنه ليس معقدا جدا أيضا".