ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 17.2.2009، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، سيطالب الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) خلال اجتماعها، غدا الأربعاء، بإقرار توجهه الداعي إلى التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع حماس وبواسطة مصر، تستعيد إسرائيل من خلاله جنديها الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، قبل الاتفاق على تهدئة وفتح المعابر في القطاع. من جهة ثانية، أضافت الصحيفة أن توجه أولمرت يثير غضبا في مصر التي أملت بالتوصل إلى اتفاق تهدئة في غضون أيام.
وأطلع أولمرت الرئيس المصري، حسني مبارك، أمس، على موقفه وشدد على أن إسرائيل لن توافق على سير الأمور بصورة مختلفة. وألمح أولمرت إلى أنه بادر إلى الاتصال مع الرئيس المصري على ضوء رسائل معاكسة وجهها وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، إلى القاهرة. من جانبه أكد مبارك على أنه لا يمكن الربط بين تبادل الأسرى والتهدئة لأنهما "موضوعان منفصلان". وتجدر الإشارة إلى أن أولمرت يسعى إلى إعادة شاليت إلى إسرائيل قبل انتهاء فترة ولايته بعد أسابيع قليلة.
ويسعى أولمرت إلى أن يتخذ الكابينيت، غدا، قرارا يقضي بأن يكون تحرير شاليت، أي صفقة تبادل أسرى مع حماس، شرطا للتوصل إلى تهدئة في القطاع. ويعتبر أولمرت أنه في حال اتخاذ قرار كهذا في الكابينيت فإن باراك لن يتمكن من التقدم مع مصر باتجاه أي اتفاق. ونقلت هآرتس عن مصادر في مكتب أولمرت قولها "سوف نطرح اقتراحا لمسار المفاوضات، وإذا كان لدى وزير الدفاع أو أي أحد آخر اقتراحا آخر فليطرحه وسنرى إذا كان الكابينيت سيصادق عليه".
وذكرت هآرتس أن أولمرت ومساعديه غاضبون جدا على باراك بسبب إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية قبل الانتخابات العامة، التي جرت يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وقال فيها إن إطلاق سراح شاليت بات قريبا وأن إسرائيل ستضطر إلى اتخاذ "قرارات صعبة ومؤلمة". كذلك ينسب أولمرت إلى باراك الوقوف وراء سلسلة تقارير صحفية جاء فيها أنه تمت بلورة هيكلية صفقة تحرير شاليت وتقارير أخرى تحدثت عن أن اتفاق تهدئة لن يشمل تحرير شاليت.
وألمح أولمرت خلال جولة في جنوب إسرائيل، أمس، إلى الخلافات بينه وبين باراك. وقال أولمرت إنه "كان موقفي منذ البداية أنه لا ينبغي التوصل إلى تهدئة قبل تحرير شاليت، وقد طلبت ورجوت التوقف عن الحديث عن شاليت علنا. وخلافا للآخرين اعتقدت أنه لا يتوجب التحدث عن ذلك. لكني شاهدت كل يوم في التلفزيون ظهور درامي لأشخاص (يقصد باراك) يتحدثون عن الحاجة للحسم. وأرى أن من يتولى المسؤولية العليا في دولة إسرائيل عليه أن يقول الحقيقة للجمهور".