قررت "الثلاثية" الإسرائيلية، التي تضم رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، تسيبي ليفني، إيفاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، مجددا إلى مصر في ظل استمرار الانقسام في المواقف بين "الثلاثية" حيال المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 16.1.2009، بأن اجتماع "الثلاثية" أمس "انتهى في ظل استمرار الانقسام في الآراء بين أولمرت وباراك وليفني حيال الموقف الذي ينبغي على إسرائيل اتخاذه تجاه المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار".
واستمعت "الثلاثية"، مساء أمس، إلى تقرير قدمه غلعاد حول مباحثات حول المبادرة المصرية أجراها مع المسؤولين المصريين وعلى رأسهم مدير المخابرات، عمر سليمان، في القاهرة، أمس. وتقرر إيفاده مجددا إلى القاهرة، اليوم، للقاء سليمان والتركيز على موضوع منع مصر دخول أسلحة إلى القطاع وشكل تنفيذ وقف إطلاق النار. وأفاد مكتب أولمرت بأن الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) لن ينعقد اليوم وانه سيتقرر عقد اجتماع للكابينيت على ضوء نتائج محادثات غلعاد في مصر.
وفي موازاة ذلك توجهت ليفني إلى واشنطن، الليلة الماضية، بهدف التوقيع مع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، على مذكرة تفاهمات أمنية – استخباراتية، تتعلق بتعاون إسرائيلي أميركي لملاحقة ومراقبة الطرق التي تسلكها الأسلحة التي يتم إدخالها إلى القطاع ومصدرها إيران، بحسب إسرائيل، ومنع دخولها. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الانطباع الذي عاد به غلعاد من مصر، أمس، كان إيجابيا حيال استعداد حماس للموافقة على شروط المبادرة المصرية، ومن استعداد مصر للعمل ضد دخول أسلحة إلى القطاع.
ونقل موقع يديعوت أحرونووت الالكتروني عن أولمرت قوله خلال اجتماع "الثلاثية" إن "وقف الإرهاب وتسلح حماس ينبغي أن يتم من دون تسويات". وأضاف "لا أريد أن يملي ضغط الوقت والضغوط الدولية علينا عدم تحقيق الغايات، وأنا لست في حالة ضغط. وفي هذه الأثناء فإن القتال مستمر في غزة". وقالت يديعوت أحرونوت إن أولمرت يرفض بشدة استئناف التهدئة بصورة معدلة أو بصورة أخرى، "أي أن أولمرت يرفض عمليا أي تحديد للوقت من أجل وقف إطلاق النار مثلما تطالب حماس".
وصعدت إسرائيل عملياتها العسكرية أمس باغتيال القيادي في حماس ووزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة سعيد صيام بقصف منزل شقيقه في غزة.
من جهة أخرى قالت صحيفة معاريف اليوم إن القيادة الإسرائيلية امتنعت منذ بدء العملية العسكرية في القطاع عن الإعلان بصورة رسمية عن أن أحد أهداف العملية هو إعادة تحريك المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى مع حماس وإعادة الجندي الأسير في القطاع، غلعاد شاليت. وأضافت معاريف أنه "على ضوء نجاح العملية العسكرية في غزة فإنه وبصورة غير رسمية لم تتنازل إسرائيل عن فرصة استغلال الضربة العسكرية التي تلقتها حماس، وأدت إلى إضعافها من أجل تضمين شاليت في اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس".
وبحسب الصحيفة فإن أولمرت وباراك وليفني كانوا موحدين بالرأي، منذ اليوم الأول للعملية العسكرية بأنه يحظر على إسرائيل إهدار فرصة دفع تحرير شليط مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. ونقلت معاريف عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إنه ينبغي خفض سقف التوقعات من احتمال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وأن "عاموس غلعاد لم يتلق أجوبة كاملة من مصر". وأضافوا أن "المصريين يمارسون ضغطا على حماس لكن ليس واضحا مدى تأثر حماس بهذه الضغوط".