المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الأسبوعي، اليوم الأحد – 28.12.2008، إن صمود المواطنين في الجبهة الداخلية الإسرائيلية هو الذي سيحدد نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. واعتبر أولمرت أن "الصبر والإصرار وقدرة صمود الناس في الجبهة الداخلية سيحدد في نهاية المطاف قدرتنا على إنهاء المهمة مثلما قررنا ووفقا لما فكرنا أنه ينبغي الوصول إلها".

وأضاف أولمرت أنه "فيما وحدات الجيش في حالة احتكاك مع العدو فإن الجبهة الداخلية تحولت خلال السنوات الأخيرة هدفا للهجمات ضدها بصورة تعرقل مجرى حياة مئات آلاف الناس". وحول العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في القطاع والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين، قال أولمرت إن "دولة إسرائيل بدأت عمليات عسكرية من أجل إعادة الهدوء إلى سكان الجنوب الذين عانوا من انعدام الهدوء وتشويش مجرى حياتهم ومنعهم من العيش حياة عادية وحرمانهم الهدوء الذي يستحقه ويحتاجه كل إنسان".

وتابع أولمرت أن "هذا وضع ليس سهلا لكننا سنعالجه من خلال ترجيح الرأي وتروٍ وحزم يحقق النتائج المرجوة". وأضاف أن "الحكومة (الإسرائيلية) رصدت خلال السنوات الأخيرة موارد كثيرة للاعتناء بالجبهة الداخلية. وأنا أستغل هذه الفرصة للقول إلى أعضاء الحكومة أن يبذلوا جهدا في الأيام القريبة من أجل تزويد الخدمات الضرورية على ضوء الوضع الناشئ في الجنوب والذي قد يستمر وقتا أطول مما قد نتوقع الآن".

من جهة ثانية عقد وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، ورئيس أركان الجيش ،غابي أشكنازي، اجتماعا قبل اجتماع الحكومة. وقال باراك في ختامه إنه "حققنا حتى الآن نتائج جيدة في المجال العسكري وعلينا أن نعرف أن هذا (يقصد العملية العسكرية) لن يكون قصيرا ولن يكون سهلا وسنضطر إلى مواجهة كل ما هو موجود أمامنا". كذلك أصدر باراك تعليمات تقضي بإلغاء الدراسة في المدارس والكليات الواقعة في مدى الصواريخ الفلسطينية في جنوب إسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية إن "الحكومة ستصادق على إصدار آلاف الأوامر لاستدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على ضوء احتمال اتساع العملية العسكرية في قطاع غزة". وأضاف أن تجنيد قوات احتياط هدفه تعزيز العملية البرية في حال تقرر شنها.

من جهة ثانية نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، قوله اليوم إن "الشعب (في إسرائيل) موحد بسبب عدالة هذه العملية العسكرية، فهذه عملية عسكرية عادلة ولا بديل آخر لها". واعتبر بيرس "أنني لا أذكر في كل تاريخ إسرائيل حربا تفتقر لجدوى ومنطق مثل هذه الحرب التي بدأتها حماس، فهذه حرب جنون شنها أناس يفتقرون لترجيح الرأي وليسوا مستعدين للتوضيح سبب إطلاقهم الصواريخ وعلى ماذا هم يحاربون".

وفي غضون ذلك بدأ قياديون في الأحزاب الإسرائيلية يتحدثون عن احتمال تأجيل الانتخابات العامة، المزمع إجراؤها في 10 شباط المقبل، في حال استمرت العملية العسكرية وقتا طويلا "وتغيرت الظروف". ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قياديين في حزب العمل الغسرائيلي قولهم إنه "إذا وصلنا إلى أواسط شهر كانون الثاني فيما العملية العسكرية لا تزال مستمرة وتغيرت الظروف فإن ثمة احتمال للتدقيق في إمكانيات عدة". وقال قياديون في حزب كديما إنه "فقط في حال استمرت العملية العسكرية عميقا في كانون الثاني وكان القتال كثيفا فإنه سيجري بحث موضوع تأجيل الانتخابات بكل تأكيد".

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن "بإمكان الكنيست، ورغم الإشكالية، أن تتخذ قرار بتأجيل الانتخابات لكني آمل ألا نصل إلى ذلك. وفقط في حال استمر القتال بصورة كبيرة لفترة طويلة فإنه علينا عندئذ التحلي بمسؤولية وبحث كيف سنفعل ذلك (إرجاء الانتخابات العامة) من دون المس بالعملية الديمقراطية".

وأعلن باراك، أمس، عن وقف نشاطه في الحملة الانتخابية لحزب العمل على ضوء بدء العملية العسكرية. وقال بيان صادر عن مكتب باراك إن "حالة القتال في الجنوب تحتم على وزير الدفاع تركيز كل نشاطه في العمليات الأمنية وذلك حتى إشعار آخر، وقرر عزل نفسه بالكامل عن الحملة الانتخابات. كذلك أفاد قياديون كبار في حزب كديما الذي ترأسه وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بأنه تجري دراسة إمكانية وقف الحملة الانتخابية للحزب على خلفية العمليات العسكرية في القطاع.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات