المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 793

برزت مؤخرا خلافات بين قيادة الأذرع الأمنية الإسرائيلية حول نتائج الضربة التي ألحقتها العملية العسكرية الإسرائيلية بجوهر قوة حزب الله، ووجه ضباط كبار في الجيش انتقادات حيال سير العمليات العسكرية في جنوب لبنان خصوصًا على خلفية المعارك في بنت جبيل. 

 

                 

وأفادت صحيفة "هآرتس"، يوم الجمعة 28/7/2006، بأن خلافا ظهر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية يوم 27/7 بين رئيس جهاز الموساد مئير داغان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين حول قوة حزب الله.

 

وتمحور الخلاف بين داغان ويدلين حول "الضرر اللاحق بحزب الله جراء العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي".

 

وقالت هآرتس إنه فيما اتفق داغان ويدلين على أن حزب الله أصبح أضعف من الماضي إلا أن داغان ومسؤولين في الموساد قالوا إن بإمكان حزب الله مواصلة القتال بالمستوى الحالي لوقت طويل.

 

من جانبه قال يدلين إن التقديرات في شعبة الاستخبارات العسكرية تشير إلى أن الضرر الذي لحق بحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين أكبر بكثير مما يتحدث عنه الموساد.

 

من جهة ثانية قال المراسل العسكري للقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي أمير بار شالوم إن هناك انتقادات شديدة يوجهها ضباط من كافة المستويات وبضمنهم من يحملون رتبة لواء ضد ضباط آخرين من الذين يقودون قوات تنفذ عمليات عسكرية في جنوب لبنان.

 

وانتقد بار شالوم في حديث للإذاعة الإسرائيلية ما وصفه بـ"عدم إشتعال ضوء أحمر" لدى ضباط الجيش في الجبهة الشمالية الإسرائيلية خصوصا في أعقاب هجوم حزب الله في تشرين الثاني الماضي في منطقة قرية الغجر والذي اعتبره الجيش الإسرائيلي محاولة لاختطاف جندي.

 

وأضاف بار شالوم أن الجيش الإسرائيلي وخصوصا الاستخبارات العسكرية لم يستعدوا لمنع تنفيذ حزب الله هجمات لاختطاف جنود رغم تكرار المحاولات.

 

وقال بار شالوم إن العسكريين الإسرائيليين "من أكبر ضابط حتى أصغر جندي" يتحدثون مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين ويوجهون انتقادات شديدة حول سير المعارك والعمليات التي ينفذها الجيش في جنوب لبنان.

 

وفي السياق ذاته نقل موقع ديبكا الالكتروني الإسرائيلي المتخصص في المواضيع الأمنية عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن قائد الجبهة الشمالية أودي آدم لا يدير العمليات العسكرية في تلك الجبهة بالشكل المطلوب.

 

وأضاف الموقع أن انتقادات شديدة للغاية وجهها ضباط إسرائيليون تجاه آدم وتجاه قائد منطقة الجليل العميد غال هيرش.

 

وطالب عدد من الضباط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس "بالتصرف كما تصرف رؤساء أركان آخرون إبان حروب سابقة وتعيين ضباط مرافقين إلى جانب الضباط الذين لا يثبتون أنفسهم خلال الحرب في لبنان".

 

ونقل موقع ديبكا عن ضابط كبير قوله إنه يتوجب تعيين اللواء في الاحتياط غابي اشكنازي الذي كان قائد الجبهة الشمالية مرافقا للقائد الحالي لهذه الجبهة أودي آدم "مثلما تم تعيين رئيس الأركان السابق حاييم بارليف مرافقا لقائد الجبهة الجنوبية شموئيل غوروديش" خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973. 

 

الجدير بالذكر أن معظم الانتقادات برزت في أعقاب معركة بنت جبيل حيث قتل 8 جنود إسرائيليين وأصيب 22 آخرين بنيران مقاتلي حزب الله.

 

وانتقد ضباط إسرائيليون محاصرة القوات الإسرائيلية مدينة بنت جبيل من ثلاث جهات باستثناء الجهة الشمالية وهو الأمر الذي مكّن قوات من حزب الله من الدخول إليها والانضمام لرفاقهم ومساندتهم في القتال.

 

كذلك اعتبر الضباط أن حزب الله استنتج من عدم تواجد قوات إسرائيلية في الجهة الشمالية من بنت جبيل بأن القوات الإسرائيلية لا تعتزم التقدم شمالا وصولا إلى نهر الليطاني وبذلك عزز حزب الله تواجد قواته من خلال جلب عدد كبير من المقاتلين الذين كانت مهمتهم منع تقدم القوات الإسرائيلية من نهر الليطاني.

 

وبحسب تقديرات عسكريين إسرائيليين فإن الثغرة التي تركتها القوات الإسرائيلية مفتوحة من الجهة الشمالية لبنت جبيل سمحت ليلة الثلاثاء- الأربعاء بتجميع نحو 500 مقاتل من حزب الله أحضروا معهم كميات من الأسلحة والذخيرة وصواريخ آر بي جي ليشنوا عند الساعة السادسة من صباح الأربعاء الماضي هجوما ضد القوات الإسرائيلية أدى إلى تكبيدها خسائر فادحة.

 

[بلال ضاهر]

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات