المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تواصل اسرائيل حشدها الاعلامي والدبلوماسي ضد سورية، في توجه واضح للضغط على ادارة ورج بوش لتصنيفها "عضوًا فاعلاً في محور الشر".
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز (الثلاثاء 1/4) لتعزز هذا الاتجاه الذي بدأ مع بدء العدوان الامريكي – البريطاني على العراق قبل حوالي اسبوعين. وقال موفاز في تصريحات صحفية ان الولايات المتحدة واسرائيل تتعاملان بنفس الخطورة مع المساعدات العسكرية التي تنقلها سورية للعراق، وكذلك مع تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة (لصحيفة السفير اللبنالنية) التي يقول عنها موفاز انها "اثبتت من ناحية سورية انه لا توجد امكانية لسلام مع اسرائيل".

وفي تعقيبه على تطورات الحرب على العراق قال موفاز ان "التهديد الجوي على اسرائيل زال تماماً لكن تهديد الصواريخ ما زال قائماً لذلك تتواصل حالة التأهب".

"بشار الاسد فعل مؤخراً امرين، يبدوان خطيرين بنظر اسرائيل والولايات المتحدة"، قال موفاز في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي (1/4)/ "وعلينا التعامل مع الامر بصورة جادة".

وتدعي مصادر استخبارية اسرائيلية ان سورية زادت من وتيرة دخول المتطوعين الى العراق للانخراط في مقاومة قوات الغزو الاميركية والبريطانية، وانه ليس من المستبعد ان تكون دمشق قد سمحت باخفاء اسلحة عراقية في الاراضي السورية.

وكتبت صحيفة " هآرتس" التي اوردت ذلك (الثلاثاء 1/4) ان سورية سمحت خلال الايام الاخيرة بتدفق المزيد من المتطوعين العرب المعنيين بمحاربة القوات الاميركية البريطانية في العراق، على الرغم من تحذيرات واشنطن الاخيرة لدمشق. واضافت ان الاف المتطوعين، وغالبيتهم من السوريين، عبروا حتى الان الحدود السورية الى العراق، وانه يتم ارسال هؤلاء المتطوعين بشكل اساسي الى مناطق الموصل وكركوك شمال العراق.

واشارت الى ان عشرات المتطوعين الذين دخلوا في البداية الى العراق عن طريق سورية قدموا في غالبيتهم من لبنان ومن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك، وان دمشق سمحت لهم بالتوجه الى العراق عن طريق معابر الحدود الرسمية.

واضافت الصحيفة ان السلطات السورية حاولت مؤخرا التمويه على عدد من الصحفيين مدعية ان اثنين من معابر الحدود مع العراق قد اغلقا نهائيًا امام حركة المرور، "لكنه تبين انه يتم اصطحاب المتطوعين الى مناطق حدودية بعيدة عن المعابر الرسمية ليسمح لهم بإجتياز الحدود الى العراق سيرا على الاقدام، حيث يتم نقلهم من هناك بشاحنات تنتظرهم في الجانب العراقي من الحدود باتجاه مناطق الموصل وكركوك شمال العراق"، كما تكتب الصحيفة.

واستطردت الصحيفة في تقرير كتبه معلقها العسكري زئيف شيف، ان الغلبة بين مجموعات المتطوعين الاولى كانت للفلسطينيين واللبنانيين، لكنه مع تزايد اعداد المتطوعين ازدادت نسبة السوريين بينهم.

وبحسب ما كتبه شيف فان تعاطي الولايات المتحدة مع المساعدات السورية للعراق اتسم في السابق بالتساهل وغض الطرف. واستطدرد "شيف" منوها الى ان صحيفته (هآرتس) كانت قد نشرت قبل عدة اشهر تقريرًا عما وصف بتجهيزات عسكرية يقوم السوريون بشرائها من دول في اوروبا الشرقية لحساب العراق، وان هذه التجهيزات التي كانت تشحن الى ميناء اللاذقية لتنقل من هناك بشاحنات الى العراق، تشمل محركات لدبابات وطائرات روسية الصنع.

وتابع شيف ان واشنطن عقبت على ذلك التقرير بتوجيه نقد هادئ لدمشق، نظرًا لان وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي- آي- ايه) كانت ترغب بالحصول على معلومات استخبارية من السوريين حول نشاطات لخلايا تابعة لتنظيم "القاعدة"، الذي يتزعمه اسامة بن لادن، وخاصة في المانيا واسبانيا، ولكن بعد بدء الحرب الاميركية – البريطانية على العراق، صعدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من لهجة انتقاداتها لدمشق.

من جهة اخرى، وفي سياق الحملة التحريضية المحمومة ذاتها التي تمارسها تل ابيب ضد سورية في هذه الاونة، ادعى رئيس شعبة البحث في هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، الميجر جنرال يوسي كوفرفسر، انه "ليس من المستبعد ان يكون العراق يخبأ اسلحة في سورية". وقال هذا المسؤول الذي كان يتحدث امام اجتماع للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلي (الاثنين، 31/3): "ربما يكون العراقيون يخبأون اسلحة في سوريا". واضاف: "اعتقد ان العراق يخبىء في سورية صواريخ ارض- ارض او وسائل قتالية محظورة مثل مواد كيميائية او بيولوجية، وذلك حتى لا يتم اكتشافها من جانب الاميركيين".

وبحسب ما ذكره المسؤول الاسرائيلي ذاته فان قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة استطاعت الوصول الى معظم المواقع التي يشتبه في انها مواقع لصواريخ ارض- ارض ولأسلحة غير تقليدية في العراق، لكنها لم تعثر على شئ.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات