لو أن الأرقام تتكلم..
الطفلة إيمان الهمص إبنة الـ 13 عاما تتعرض لجريمة حتى بعد قتلها. ليس فقط تلك الجريمة التي سبق وتعرّضت لها بعد قتلها وتمثّلت بـ "التأكّد من قتلها" بصلية أوتوماتيكية من الرصاص بعد أن قضت (سبقتها رصاصتان أخريان، إضافة للرصاصات التي قتلتها..). ولا جريمة التلفيق التي برّأ أنفسهم من خلالها الجنود وضابطهم المباشر والمسؤولون عنهم، وتلقفها رئيس أركان جيش الاحتلال موشيه يعلون ليصدر صك براءة جماعي للجنود/ شهادة هدر دم لإيمان.
المعركة ضد ياسر عرفات اختزال للمعركة الإسرائيلية الدائمة ضد الشعب الفلسطيني
بقلم: ماجد كيالي
لا يتعاطى الفلسطينيون مع ياسر عرفات على أنه مجرد قائد سياسي، فقط، أو على أنه مجرد رئيس، فحسب، فهو بالنسبة لهم أكبر وأكثر وأعمق من ذلك كله، فهو زعيمهم وصانع هويتهم الوطنية وقاسمهم المشترك، وهو مؤسّس الكيانية الفلسطينية؛ ومن هذا كله يستمدّ أبو عمار مصادر قوته، وفي كل ذلك تتجذّر شرعيته، وعبر كل ذلك تكمن أسطورته.
مات ياسر عرفات... عاش ياسر عرفات: إشاعة كهذه عرفها كثيراً الرئيس الفلسطيني وشكّلت جزءاً من اسطورته الشخصية هو الذي كاد أن يموت مراراً, وكان كل مرّة ينهض متحدياً الموت في أشكاله الدنيئة, قصفاً وتفجيراً واغتيالاً...
شكلت عمليات سيناء، في طابا ورأس الشيطان، فرصة للاسرائيليين لمعرفة الثمن الذي يضطرون لدفعه جراء استمرار الصراع العربي الاسرائيلي. فسيناء كانت، وما زالت، "الحديقة الخلفية" لاسرائيل التي تشعرهم بأن الارض لا تضيق بهم، وأنه يمكن لهم العثور خارج "الجحيم" على "جنة" مؤقتة. وليس صدفة ان التحذيرات التي أطلقتها اجهزة الامن الاسرائيلية للجمهور بعدم التوجه لسيناء لم تلق آذانا صاغية. فالجميع في اسرائيل ينتظرون العطل والمناسبات للخروج من الاجواء الضاغطة أمنيا واقتصاديا. ويجدون ان الخيارات أمامهم، خاصة للفئات الدنيا والوسطى، تتلخص في مصر وتركيا.
الصفحة 38 من 81