الزيارة الى أرض البرتقال الحزين لا تغني عن قراءة كتاب "يافا عطر مدينة" للراحل هشام شرابي وسواه من الوثائق الخاصة بعروس فلسطين، مدينة يافا، لكنها تبقى اكثر اثارة وايلاما من ألف كتاب، لأن "الحكي مش زي الشوف"، كما يقول المثل الشعبي.
أكدت معطيات دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية حول الهجرة اليهودية الى اسرائيل، في تقرير لها صدر خلال شهر شباط الجاري، على ان موجات الهجرة الكبرى الى اسرائيل، التي حافظت على "المعدل الديمغرافي" الذي تسعى له اسرائيل والوكالة الصهيونية، أصبحت من أفعال الماضي. ولا شك ان معطيات العام الجاري ستثبت هذا الاستنتاج أكثر، خاصة وان موجات الهجرة الكبرى تحتاج الى قاعدة مهاجرين خصبة، وإلى تحضير لا يقل عن عامين. وهذان الأمران ليسا ملموسين لا حاليا ولا في الافق، فالتجمع الأكبر لهذه التربة كان في دول الاتحاد السوفياتي السابق، حيث استفادت اسرائيل من تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعد تفكك الاتحاد، وحاليا لم يعد في هذه الدول تجمعات ضخمة تبدي استعدادها للهجرة الى اسرائيل.
عملية إخلاء كل مستوطنة قد تتطلب تجنيد ستة آلاف عنصر من أفراد قوات الأمن للقيام بمهمة إخلاء المستوطنين وذلك ضمن "دائرة أولى". وأوضح رئيس هيئة الأركان أن دائرة ثانية تضم نحو 4300 جندي سوف تَنتشِر في الوقت ذاته حول كل مستوطنة أثناء عملية الإخلاء.. وستكون هناك "دائرة ثالثة"، عسكرية، ستوكل إليها مهام الحراسة، على نطاق أوسع، لكتل المستوطنات وطرق المواصلات في المنطقة
ثارت "ضجة كبرى" في اسرائيل طوال الاسبوع الماضي، على خلفية اعلان وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس الحكومة اريئيل شارون، عن انهما لن يمددا ولاية رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون التي ستنتهي من الناحية القانونية في التاسع من تموز (يوليو) القادم، ولكن سرعان ما تبين ان هذه الضجة ليست اكثر من زوبعة في فنجان، انطفأت بالسرعة ذاتها التي ظهرت بها.
الصفحة 54 من 98