المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عكست النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية فشل استطلاعات الرأي في التقدير القريب للنتائج. وكانت المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات وصول قائمة تعنى بشؤون المتقاعدين الى الكنيست مع 7 مقاعد (6%)، في حين ان جميع استطلاعات الرأي أكدت انها لن تعبر نسبة الحسم، 2%، وأنها على الأكثر ستحصل على 1.4% من الأصوات. كما فشلت استطلاعات الرأي في تقدير قريب لعدد مقاعد حزب "كديما"، الذي حصل على 29 مقعدا، بدلا من أكثر من 35 مقعدا، من أصل 120 مقعدا. وهذه الفوارق في عدد المقاعد، رغم قلتها إلا أنها تنعكس بشكل قوي على موازين القوى.

كذلك هذه ليست المرّة الأولى التي تفشل فيها استطلاعات الرأي في تقييم قوة حركة "شاس" الدينية الأصولية، التي كانت تمنحها استطلاعات الرأي ما بين 9 الى 10 مقاعد، في حين أنها حصلت على 12 مقعدا، أي أكثر بـ 33% من تقديرات الاستطلاعات، وهذا لأن طريقة عمل هذه القائمة ومثيلاتها في جميع القطاعات لا تصل الى استطلاعات الرأي، فهي تعتمد على الصفقات الهادئة ومقاولي الأصوات.

وننشر تاليا نتائج الانتخابات، بحسب الأحزاب وتقييمها (هي) لنتيجتها.

حزب "كديما"- 29 مقعدا، 690095 صوتا

على الأقل من حيث كديما فإنه بقي القوة الأولى، ولكن هناك خيبة أمل من النتيجة النهائية، كونها لم تصل الى مستوى 35 مقعدا على الأقل، مما يجعل تشكيل الحكومة أسهل عليه، من الوضع الآخر، ولكن في المحصلة فإن النتيجة النهائية أعادت جميع أعضاء الكنيست الذين لملمهم حزب "كديما" من أحزاب مختلفة، وبالأساس من الليكود، إلى الكنيست، وفي اللحظة الأخيرة نجح في ادخال المرشح رقم 29، وهو المسؤول السابق عن شبيبة الليكود، وانضم متأخرا لكديما، وحصل على مكانة كان يعتقد انها مضمونة 100%.

أعضاء كتلة "كديما" حسب تدريجهم في القائمة:

رئيس القائمة والحزب، ايهود اولمرت، الذي سيتم تكليفه على الأغلب بتشكيل الحكومة القادمة.

شمعون بيريس (رئيس الحكومة الأسبق)، تسيبي ليفني (متوقع حفاظها على حقيبة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الحكومة)، مئير شيطريت، آفي ديختر (رئيس جهاز المخابرات العامة "الشاباك" السابق)، مارينا سولودكين، حاييم رامون، شاؤول موفاز، تساحي هنغبي، أبراهام هيرشزون، اوريئيل رايخمان (الذي أقام حركة شينوي المنهارة)، جدعون عيزرا، روني بار اون، داليا ايتسيك، زئيف بويم، يعقوب ادري، زئيف الياكين، مجلي وهبة، روحاما أبراهام، مناحيم بن شوشان، شلومو برنزيتس، ايلي افلالو، دافيد طال، افيغدور يتسحاقي، رونيت تيروش، عتانيئيل شنلر، ميخائيل نولمان، اميرة دوتان، يوئيل حسون.

حزب العمل- 19 مقعدا، 472146 صوتا

كان لحزب "العمل" في الدورة المنتهية 21 مقعدا، بعد أن انضم اليه عمير بيرتس مع زميلة له من الكتلة السابقة "عام إيحاد". وطوال الحملة الانتخابية كان يعتبر حصول الحزب على اقل من عدد المقاعد السابق، هزيمة لرئيس الحزب عمير بيرتس، إلا أن "العمل" استوعب في الأيام الأخيرة، على ما يبدو، وضعيته الحقيقية، فقد كانت استطلاعات الرأي الأخيرة تتنبأ له، بغالبيتها، في حدود 18 مقعدا، ولهذا فقد شعرت قيادة الحزب وكوادره بنوع من الارتياح بهذه النتيجة، خاصة حين رأوا ان الحزب المنافس التقليدي لحزبهم، الليكود، ينهار بهذه الصورة. ولا تزال هناك قناعة في الحلبة السياسية ان "كديما" هو حزب عابر على الخارطة السياسية في إسرائيل، ويبقى العمل الحزب المنظم الأكبر.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب عمير بيرتس، رئيس سابق لاتحاد النقابات العامة، إسحق هيرتسوغ، اوفير باز- بينيس، افيشاي برافرمان، يولي تمير، عامي أيالون، (رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق)، ايتان كابل، بنيامين بن اليعيزر، شيلي يحيموفيتش، ميخائيل ملكيئور (ممثل حزب ميماد، متدين سلامي)، متان فلنائي، كوليت افيطال، افرايم سنيه، داني ياتوم، ناديا حلو، شالوم سمحون، اوريت نوكيد، يورام مرتسيانو، غالب مجادلة.

حزب شاس- 12 مقعدا، 299130 صوتا

بهدوء بالغ ومن دون ضجة حقق حزب "شاس" فوزا يثبت وضعيته على الخارطة السياسية، اكثر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل غياب الكتلة العلمانية المتشددة ضد الإكراه الديني عن الخارطة السياسية، "شينوي". والنتائج النهائية التي حسنت من قوة "شاس" بمقعد إضافي، وكان قريبا من الحصول على مقعد آخر، ستعيد لهذه الحركة قوتها البرلمانية السابقة، بمعنى ان تكون أقوى المرشحين للدخول الى كل ائتلاف حكومي قادم، وأن تفرض كل ما تريد، ولكن "شاس" ستواجه مشكلة واحدة، وهي ان سعيها للحصول على حقيبة الرفاه، التي تقربها أكثر من الشرائح الفقيرة، سيصطدم بسعي قائمة المتقاعدين التي لا تسعى لشيء إلا للحصول على هذه الحقيبة الى جانب حقيبة الصحة.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب ايلي يشاي، إسحق كوهين، امنون كوهين، مشولام نهاري، اريئيل اتياس، شلومو بنيزري، دافيد ازولاي، إسحق فاكنين، نسيم زئيف، يعقوب مرجي، حاييم امساليم، أبراهام ميخائيلي.

حزب الليكود- 12 مقعدا، 282070 صوتا

تلقى حزب الليكود ضربة قاصمة في هذه الانتخابات، والنتيجة النهائية كانت متوقعة له قبل عدة أسابيع، من يوم الانتخابات، ولكن آخر استطلاعات الرأي تنبأت له من 14 الى 18 مقعدا، ومن الصعب التصور حتى الآن كيف سيكون بإمكان الليكود أن ينهض من جديد، خاصة في ظل قيادة بنيامين نتنياهو، الذي تتسع المطالبة باستقالته من قيادة الحزب.

لقد أبعدت هذه النتيجة وجوها تقليدية عن الكنيست الإسرائيلية وأبرزها عوزي لنداو الوزير السابق في حكومة اريئيل شارون، وزعيم كتلة المتمردين على شارون في كتلة الليكود خلال فترة إقرار ما يسمى بـ "خطة فك الارتباط".

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الأسبق، سيلفان شالوم، موشيه كحلون، جلعاد أردان، جدعون ساعر، ميخائيل ايتان، رؤوفين ريفلين، داني نافيه، يوفال شتاينيتس، ليمور ليفنات، نتان شيرانسكي، يسرائيل كاتس.

يسرائيل بيتينو- 11 مقعدا، 281850 صوتا

نجح هذا الحزب المتطرف، بقيادة العنصري أفيغدور ليبرمان، في مضاعفة قوته البرلمانية بثلاثة أضعاف تقريبا، من أربعة مقاعد الى 11 مقعدا، حتى كاد عدد الأصوات التي حصل عليها 281850 صوتا، يساوي عدد أصوات الليكود، 282070 صوتا.

واستفاد هذا الحزب من غياب عدة قوائم كانت تسعى لتمثيل المهاجرين الجدد، وأبرزها "يسرائيل بعلياه" بزعامة نتان شيرانسكي، التي انصهرت في الليكود المتهاوي، الى جانب منافسته على اصوات اليمين المتطرف.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب أفيغدور ليبرمان، يوري شتيرن، يسرائيل حسون (نائب رئيس جهاز الشاباك السابق)، يوسيف شاغال، استرينا تيرتمان، ساتس ميسجنيكوف، سوفا لاندفر، يتسحاق اهارونوفيتش، روبيرت ايلاتوف، اليكس ميلر، ليئا شيمطوف.

هئيحود هليئومي- المفدال- 9 مقاعد، 223838 صوتا

هذا التحالف مبني شكليا من أربعة أحزاب، ولكن اثنين منهم منشقان عن حزب المفدال، الذي أصبح شريكا في هذه القائمة، مع حزب موليدت الذي أسسه سابقا الوزير الأسبق رحبعام زئيفي الذي تمت تصفيته على يد خليه فلسطينية قبل أربع سنوات ونصف السنة.

ومن حيث العدد فإن هذه القائمة حافظت على عدد مقاعدها في البرلمان السابق، ولكن على حساب حزب "المفدال"، الذي خسر مقعدين من تمثيله، واثنين من أنشط نوابه، ومن أنشط النواب في الكنيست وهما شاؤول يهلوم، وغيلا فنكلشتاين، أول نائبة تصل الى الكنيست من حزب المتدينين الصهاينة (ليسوا حريديم)، بمعنى أن تمثيل حزب "المفدال" هبط من أربعة مقاعد (بعد الانشقاق الأخير) الى ثلاثة مقاعد، وفي الانتخابات الأخيرة حصل على ستة مقاعد، وحصل انشقاق في كتلته البرلمانية.

مصدر القوة الأساسي لهذا الحزب في مستوطنات الضفة الغربية، فهو القوة الأولى هناك، الى جانب المصوتين التقليديين لحزب "المفدال" في داخل إسرائيل.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة بيني إيلون، رئيس حزب موليدت، زبولون اورليف، رئيس حزب المفدال، تسفي هندل، ايفي ايتام، نيسان سلوميانسكي، إسحق ليفي، ايلي غباي، ارييه الداد، اوري اريئيل.

المتقاعدون- 7 مقاعد، 185790 صوتا

هذه القائمة، التي لا تزال ليست حزبا واضحا، هي مفاجأة الانتخابات، إذ لم تكن استطلاعات الرأي تتوقع حصولها على 5ر1% وبالتالي سقوطها أدنى نسبة الحسم، إلا أنها حصلت على 6% من الأصوات، و7 مقاعد، ووجهتها السياسية ليست واضحة، ولكنها على ما يبدو ستسير وفق برنامج "كديما". وهي ترفع راية قضايا المتقاعدين، ورفع مخصصات التقاعد وإعادة الكثير من التسهيلات التي كان القانون الإسرائيلي يمنحها لهم.

لم تكن لديهم أي قوة، ولهذا استعانوا بمئات وحتى آلاف الشباب، وخاصة من الطلبة الجامعيين، وذكرت تقارير صحفية ميدانية ان هذه القائمة حصلت على كمية كبيرة من المصوتين الشباب، من منطلق التعاطف والتضامن مع القضية التي يرفعها المتقاعدون.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة رفائيل ايتان (مسؤول سابق في الموساد ومشغل الجاسوس الأميركي جونثان بولارد، واسمه الثنائي مطابق للوزير المتطرف السابق رفائيل ايتان)، يعقوب بن يزري، إسحق زيف، إسحق غلنطي، الحنان غلازر، سارة مروم شيلو.

يهدوت هتوراة- 6 مقاعد، 146958 صوتا

هذه القائمة خارج استطلاعات الرأي، او الحسابات، 99% من جمهورها هو من المتدينين الأصوليين (الحريديم) الغربيين الأشكناز، وازدياد قوتهم مرتبط بالتكاثر الطبيعي لهذه المجموعة من المواطنين، ونسبة التصويت بين جمهورهم تصل الى أكثر من 95% بأمر من كبار حاخاماتهم.

وتضم القائمة حزبين يمثلان طوائف مختلفة بين الأشكناز، "أغودات يسرائيل" و"ديغل هتوراة".

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة يعقوب ليتسمان، من أغودات يسرائيل، أبراهام رابيتس، مئير بوروش، موشيه غفني، شموئيل هلبرت، يعقوب كوهين.

ميرتس- 5 مقاعد، 118356 صوتا

أثبتت هذه الحركة اليسارية الصهيونية، في هذه الانتخابات، اضمحلال قوتها في الشارع الإسرائيلي، فبعد ان كانت تسيطر على 10 الى 12 مقعدا، هبطت في الانتخابات الماضية الى ستة مقاعد بفضل تحالف صغير مع منشق عن حزب المهاجرين الجدد، وصارعت هذه الحركة في هذه الانتخابات حتى الدقائق الأخيرة للحصول على خمسة مقاعد.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب يوسي بيلين، حاييم أورون، ران كوهين، زهافا غالئون، افشالوم فيلان.

القائمة العربية الموحدة (ثلاثة أحزاب)- 4 مقاعد، 94910 صوتا

تتألف هذه القائمة من الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، الذي انخرط في العملية الانتخابية منذ العام 1996، وقاد هذا الى انشقاق الحركة، ويشكل العمود الفقري للقائمة، وتحالف في هذه الانتخابات مع الحركة العربية للتغيير، برئاسة النائب احمد طيبي، والحزب العربي الديمقراطي ممثلا بطلب الصانع.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة، رئيس الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، إبراهيم صرصور، أحمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، طلب الصانع، عن الحزب العربي الديمقراطي، عباس زكور، عن الحركة الإسلامية.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة- 3 مقاعد، 85980 صوتا

تتشكل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة من الحزب الشيوعي وأطر سياسية واجتماعية، وأقامها الحزب الشيوعي في العام 1977، لتتمثل في الكنيست استمرارا لكتلة الحزب، التي تمثلت في الكنيست منذ العام 1948، وهي القوة السياسية الأقدم في الشارع الفلسطيني في إسرائيل.

خاضت هذه الانتخابات لوحدها، وارتبطت باتفاقية فائض أصوات مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة ورئيس الجبهة، محمد بركة، حنا سويد، دوف حنين.

التجمع الوطني الديمقراطي- 3 مقاعد، 72090 صوتا

تشكل التجمع الوطني الديمقراطي في العام 1996 من ثلاث قوى سياسية، هي حركة ميثاق المساواة، التي أسسها الدكتور عزمي بشارة، وشق كبير من حركة أبناء البلاد، وقسم من الحركة التقدمية، التي غابت عن الخارطة السياسية في العام 1992.

وتمثل التجمع في الكنيست لأول مرة في العام 1996 من خلال تحالف مع قائمة الجبهة، وفي العام 1999 تحالف مع الحركة العربية للتغيير، وفي آخر انتخابات وما قبلها خاض الانتخابات لوحده، وارتبط بفائض أصوات مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

أعضاء الكتلة: رئيس القائمة والحزب عزمي بشارة، جمال زحالقة، واصل طه.

19 قائمة لم تعبر نسبة الحسم حرقت 185383 صوتا

خاضت الانتخابات 31 قائمة، ودخلت 12 منها إلى الكنيست، لكن هناك قائمة كان بإمكانها ان تدخل الكنيست لو ان نسبة الحسم بقيت 1.5% وليس 2%، وهي قائمة الخضر (البيئة) التي حصلت على1.5% من الأصوات. وهناك قائمة "الورقة الخضراء" التي تدعو الى تشريع ما يسمى بـ "المخدارت الخفيفة"، مثل الماريحوانا، حصلت على 1.33% من الأصوات.

وهاتان القائمتان غالبية مصوتيهما محسوبون على اليسار، حسب ما تشير إليه استطلاعات الرأي. يضاف إليهم مصوتو حركة "تفنيت" بزعامة عوزي ديان التي لم يكن بإمكانها سوى الحصول على اقل من 19 ألف صوت، 0.6%، ومصوتو ثلاث قوائم دعمت مطالب الفقراء، وحصلت مجتمعة على حوالي خمسة آلاف صوت، وكل هذه القوائم مجتمعة أضعفت جناح اليسار الصهيوني بأربعة مقاعد، مقابل أقل من 2ر1 مقعد من قوى اليمين المتطرف.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات