المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ترجمة حرفية لمقاطع من خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود اولمرت، أمام مجلسي الكونغرس الأميركي (واشنطن- 24 أيار 2006) التي جرى فيها التطرّق إلى البرنامج السياسي

المشهد الإسرائيلي: ترجمة حرفية لمقاطع من خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود اولمرت، أمام مجلسي الكونغرس الأميركي (واشنطن- 24 أيار 2006) التي جرى فيها التطرّق إلى البرنامج السياسي:

على الرغم من أن حكومتنا تغيرت إلاّ أن هدف إسرائيل ظل كما هو (…) ما زال على إسرائيل أن تواجه التحدي الكبير المتمثل في ضمان مستقبلها كدولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية ضمن حدود دائمة قابلة للدفاع عنها ومع القدس الموحدة كعاصمة لها، مفتوحة للوصول والعبادة أمام جميع الأديان.

ذلك هو الحلم الذي كان أريئيل شارون وفياً له… وتلك كانت المهمة التي باشر بها… إنه الغاية والهدف لحزب "كديما" الذي أسسه شارون وكنت أول من انضم إليه (…) إنني ومن منطلق هذه الرؤية التي تلهمني وتوجه خطاي، أمد يد السلام إلى محمود عباس، الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية. أؤكد باسم دولة إسرائيل أننا مستعدون لإجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. هذه السلطة يجب أن تتنصل من الإرهاب، أن تفكك بُنى وقواعد الإرهاب، أن تقبل بالاتفاقيات والالتزامات السابقة، وأن تعترف بحق دولة إسرائيل في الوجود.

اسمحوا لي أن أكون واضحاً، فالسلام بدون أمن لن يجلب لا السلام ولا الأمن... لن نوافق، ولا يمكننا أن نساوم على هذه المبادئ الأساسية للشراكة والتعاون. أعتقد أنه يمكننا بالتعاون مع شريك فلسطيني حقيقي للسلام، التوصل إلى اتفاق حول جميع المسائل المختلف عليها. فتجربة الماضي تبرهن على أن بالإمكان جسر الخلافات بين الشعبين.

أنا مؤمن بذلك، وقد فعلنا ذلك في الماضي في اتفاقيات السلام التي أبرمناها مع كل من مصر والأردن. هذه الاتفاقيات استدعت تقديم تنازلات مؤلمة وصعبة، وأجبرت إسرائيل على تحمل مخاطر حقيقية. ولكن إذا كان التطلع هو التوصل إلى سلام عادل ودائم فإننا نحتاج إلى شريك ينبذ العنف ويُقدِّس الحياة أكثر من تقديسه للموت. فنحن نحتاج إلى شريك يبرهن بالأفعال لا بالأقوال فقط، على تنصله ونبذه وتصديه للإرهاب.

لقد أصبح السلام متاحاً مع مصر فقط بعد قدوم الرئيس أنور السادات إلى الكنيست الإسرائيلي وإعلانه "لا حرب بعد الآن... لا إراقة دماء بعد الآن...". كذلك أمكن التوصل إلى سلام مع الأردن بعدما أعلن العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، هنا في واشنطن، عن نهاية النزاع ووقع على معاهدة سلام معنا واعترف اعترافاً صادقاً بحق إسرائيل في الوجود.

إذن العبرة واضحة بالنسبة للشعب الفلسطيني. بعد سنوات معدودة يمكن أن يعيشوا في دولة فلسطينية تقوم وتعيش إلى جانب إسرائيل بأمان وسلام. دولة فلسطينية ستقوم إسرائيل والمجتمع الدولي بمساعدتها في النمو والازدهار. ولكن أحدا لا يمكنه أن يصنع ذلك طالما كانوا هم أنفسهم يرفضون السماح بتحقيقه.

(...) رغم كل الألم، فقد تعلمنا، نحن شعب إسرائيل، أن نغير وجهة نظرنا... لا بد لنا أن نساوم من أجل السلام، أن نتنازل عن أجزاء من "أرض الميعاد" التي تشهد كل تلة ووهد فيها على التاريخ اليهودي (...) علينا أن نتخلى عن جزء من حلمنا من أجل إفساح مجال أمام حلم آخرين، حتى نستطيع جميعاً التمتع بمستقبل أفضل.

من أجل هذه المهمة المؤلمة، ولكن الضرورية، انتخبت حكومتي، وهذا ما سأكون ملتزماً تجاهه بكل جوارحي.

إن ما نأمله ونتمناه هو أن يصحوا جيراننا الفلسطينيون أيضاً، وأن يميزوا بين الأفكار التي تمنحنا الإلهام في بناء واقع أفضل وبين الأوهام التي من شأنها فقط أن تقودنا إلى غياهب الظلمة.

(...) إن المفتاح للسلام الحقيقي والدائم في الشرق الأوسط هو تربية وتثقيف الجيل المقبل. لذا هيا بنا ندعو كل شعوب الشرق الأوسط: استبدلوا ثقافة الكراهية بالرؤية القائمة على الأمل.

(...) لقد كانت خريطة الطريق، وما زالت هي الخطة الصحيحة للسلام. إن زعامة فلسطينية تفي بالتزاماتها سوف تجد فينا شريكاً مستعداً للسلام. ولكن إذا رفضوا فلن نعطي نظاماً إرهابياً حق الفيتو على التقدم ولن نسمح بإبقاء الأمل رهينة في يده. لا نستطيع انتظار الفلسطينيين إلى الأبد. أُمنيتنا العميقة هي أن نتمكن من بناء مستقبل أفضل لمنطقتنا، يداً بيد مع شريك فلسطيني. ولكن إذا لم يتحقق ذلك، فسوف نسير قدماً. [...] إن الخطوة المقبلة تعتبر حيوية أكثر لمستقبلنا ولفرص السلام في الشرق الأوسط. وسيكون النجاح ممكناً فقط إذا ما كانت الولايات المتحدة شريكاً فاعلاً يقف في طليعة الداعمين في أوروبا و أنحاء العالم.

إذا توصلنا لاستنتاج أن المسار الثنائي مع الفلسطينيين معدوم الفرصة، وإذا تجاهل الفلسطينيون يدنا الممدودة للسلام، فإن إسرائيل ستبحث عن بدائل أخرى للمضي قدماً في بناء مستقبلنا ودفع فرص الأمل في الشرق الأوسط. وستكون هذه هي النقطة أو اللحظة التي سيحين فيها الأوان لـ "التجميع" [خطة ضم الكتل الاستيطانية وترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل والتي تعهد أولمرت وحكومته بتنفيذها من جانب واحد في الضفة الغربية] و"التجميع" هو عملية ستتيح لإسرائيل بناء مستقبلها دون أن تكون رهينة في يد الإرهاب الفلسطيني، كما أنها تضمن الحد بصورة ملموسة من الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتسوية جزء كبير من النزاع بين شعبينا المتصارعين.

الهدف هو تحطيم القيود التي زجت شعبينا في دوامة عنف لم تتوقف منذ أجيال عديدة. وعندما سننفصل عنهم وينفصلون عنا فإن السلام والاستقرار قد يصلان أخيراً إلى أعتاب منطقتنا المنكوبة هذه.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, كديما, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات