المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • أحزاب وحركات سياسية
  • 1309

"ميرتس": "تعزيزات سلامية" مشروطة بتحقيق نجاح انتخابي..!

 

تلقت حركة "ميرتس" نهاية الاسبوع "تعزيزات سلامية" مفاجئة بانضمام اثنين من ابرز رموز معسكر "الحمائم" الاسرائيلي اليها، في خطوة دراماتيكية متسارعة اعقبت نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب "العمل". وبقدوم النائبين الدكتور يوسي بيلين وياعيل دايان الى "ميرتس" تكون قد وضعت لبنة اضافية في بناء تحالف قوى السلام الاسرائيلي المستقبلي، "شاحر"، وهو تحالف اشترط زعيم ميرتس يوسي سريد ان يكون مسبوقا بنجاح انتخابي في الدورة الحالية.
وقد جاءت خطوة بيلين ودايان بعد أن أدرج الأعضاء المنتسبون في حزب "العمل" الإسرائيلي، ثاني أكبر الأحزاب الممثلة في البرلمان الإسرائيلي الخامس عشر، في أماكن غير فعّالة على لائحة الحزب الإنتخابية، مجموعة من الشخصيات القيادية ذات المواقف المعتدلة في المجال السياسي. مع ذلك استثنى منتسبو "العمل" من الضربة التي وجههوها لمعسكر "الحمائم" في الحزب، الوزيرة السابقة يولي تامير، التي حظيت بمكان مضمون على اللائحة دون بقية زملائها المدرجين في أماكن غير مضمونة.

ويعد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي سابقا، الدكتور يوسي بيلين، أبرز هذه الشخصيات. وقد خرج معه من قائمة الاماكن الفعالة أعضاء الكنيست ياعيل دايان، تسالي ريشف، يوسي كاتس، والكاتب ايلي عمير، الذي أخفق في الوصول الى مكان "مضمون" على اللائحة، على رغم الدعم الذي حظي به من رئيس الحزب المنتخب عمرام متسناع.

بالمقابل، حظي وزير الثقافة والعلوم والرياضة السابق متان فلنائي، المحسوب على الجناح "المتشدد" في المجال السياسي، ومَن كان أول داعمي ترشيح متسناع لرئاسة الحكومة، بتأييد 75 بالمائة من إصوات الناخبين. وقد تحققت هذه النتيجة لفلنائي بفارق أصوات كبير بينه وبين أبراهام بورغ، رئيس الكنيست الحالي، الذي حظي بالمكان الثاني على اللائحة.

اما المكان الثالث فقد كان من نصيب الوزيرة السابقة داليا إيتسيك، التي تغلبت على زميلتها "الحمامة" يولي تامير.

ويحتل المكان السابع "المحجوز" الأمين العام للحزب، عضو الكنيست أوفير بينيس، يليه كل من إفرايم سنيه، يولي تمير، إسحاق هرتسوغ، حاييم رامون، داني ياتوم، إيتان كابل. كما تم حجز مكان خاص بين الأماكن 11 - 15 للحاخام ميخائيل ملكيئور من حزب "ميماد" المتدين المعتدل، المتحالف مع "العمل" في هذه الانتخابات. وتأتي هذه النتيجة لتؤكد ما اشيع عن وجود "مؤامرة" حاكها معسكر بنيامين بن اليعيزر، رئيس الحزب المهزوم امام متسناع، لاستبعاد "حمائم" العمل وبيلين برأسهم عن القائمة الانتخابية. وبهذه النتيجة تنزل "مجموعة طابا" عن الحلبة الحزبية الاسرائيلية، بعد ان تخلى البروفيسور شلومو بن عامي عن الحياة السياسية، وخرج الجنرال احتياط امنون لفكين شاحك الى عالم الإعمال، بينما "طحنت" الطاحونة السياسية والحزبية رئيس الوزراء السابق ايهود باراك. وبهذه النتيجة أيضا يكون أعضاء "العمل" قد طوّقوا رئيس حزبهم من اليمين، ربما رغبة منهم في نفي صفة الاعتدال او اليسارية عن قائمتهم الانتخابية في المعركة القريبة، خاصة وان متسناع يملك اجندة سياسية قد لا تُحسِن الى حزبه كثيرا في هذه الانتخابات.

ولعل هذا الإجراء "الالتفافي" يشبه الى حد كبير ما فعله أعضاء "الليكود" برئيس حزبهم شارون في الانتخابات التمهيدية لاختيار لائحته الانخابية، عندما "طوّقت" جماعة نتنياهو القائمة ورئيسها، معززة بذلك من فرص الحزب لدى الجماعات اليمنية المتطرفة، التي بدا انها كانت تبتعد نحو تحالف اليمين المتطرف جراء خطط شارون بشأن الدولة الفلسطينية.

وتعقيبا على هذه النتيجة، التي تدل على اتجاه الريح في "العمل" في الانتخابات القادمة، والتي استبعدت قياديا بارزا للحزب هو الدكتور يوسي بيلين من البرلمان القادم، قال رئيس حزب "ميرتس" يوسي سريد، ان حزبه هو "البيت الطبيعي" لأشخاص مثل بيلين ودايان وريشيف، "ولكل من يهمه انهاء الاحتلال وازالة المستوطنات وارساء المجتمع الاسرائيلي على العدل الاجتماعي".


"الليكود" شرقي اكثر من "العمل"

وتبين مقارنة بين قائمتي "الليكود" و "العمل" الانتخابيتين ان معدل اعمار اعضاء "الليكود" الـ 25 الاوائل هو 50 عاما – بينما يبلغ المعدل لدى "العمل" عاما 52. وقد انتخب مركز "الليكود" تسعة مرشحين جدد، بينما ضمت قائمة "العمل" ثلاثة فقط من الوجوه الجديدة، بينها عربي هو غالب مجادلة (المقعد العشرون) من باقة الغربية. وأدرج حزب "العمل" خمس نساء في الاماكن الـ 25 الاولى، وقدم الليكود نفس العدد بالضبط. وهناك اثنان من اعضاء "العمل" يحملان لقب دكتور وبروفيسور، بينما لا يوجد في "الليكود" سوى طالبة للدكتوراة هي غيلة غمليئيل التي ما زالت تتلقى تعليمها.

وأدرج "الليكود" أحد عشر شرقيا ضمن الاماكن الـ 25 الاولى، بينما ضم العمل ثمانية شرقيين ضمن الـ 25 الاوائل، لكن هذا العدد لم يكن مسبوقا في قوائمه السابقة. ويجمع المراقبون على ان قائمة "العمل" الانتخابية تدل على ان قادة الحزب طيروا رسالة واضحة لمرشحهم متسناع مفادها انه على رغم انتخابه باغلبية كبيرة الا ان رجاله خرجوا من الاماكن الفعالة، ولا بد له في المستقبل من مراعاة وجود جماعة بن اليعيزر في الكنيست.

 

سريد: "ميرتس" ضد حق العودة!

وفي تصريح مستهجن وخارج السياق، عاد يوسي سريد زعيم حزب "ميرتس" اليساري, المعارض للحكومة الإسرائيلية الحالية ليؤكد أن حزبه لا يعترف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. موضحاً أن برنامج حزبه الانتخابي يرفض حق عودة الفلسطينيين إلى اسرائيل في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء الصراع. وفي رده على سؤال حول الفرق بين حزبه (ميرتس) وحزب العمل قال سريد, للإذاعة العبرية صباح اليوم الأحد الماضي إن حزب "العمل" شارك في الحكومة التي يتزعمها حزب الليكود برئاسة آرائيل شارون, في حين بقي حزب "ميرتس" في صفوف المعارضة.

وتأتي هذه التصريحات لساريد في أعقاب نشر وثيقة لبرنامج حزب العمل الانتخابي الذي أشار إلى تقسيم القدس, حيث جاء في البرنامج في سياق الحديث عن القدس بأن القدس الغربية مع الأحياء اليهودية هي عاصمة إسرائيلية, كما ينفي برنامج حزب العمل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وذكرت مصادر إعلامية إلى أن الحديث يدور عن مسودة أولية لم يتم حتى الآن المصادقة عليها. ويدور حالياً نقاش عنيف داخل حزب العمل حول هذه المسودة وقد هاجم بنيامين بن اليعازر ومعسكره هذه المسودة قائلا أنها يسارية جداً.

 

سنيه ينفي وجود النية لتغيير بند القدس

من جهة أخرى أنكر عضو البرلمان الإسرائيلي من حزب "العمل" فرايم سنيه وجود مسودة من هذا النوع. وقال إن حزب العمل يعارض تقسيم القدس. مشيراً إلى أن القدس بكاملها ستبقى عاصمة إسرائيل الأبدية وأنه ضمن الحل النهائي سيتم ضم الأحياء اليهودية في منطقة القدس إلى إسرائيل مقابل التخلي عن بعض الأحياء العربية "دون ان يعني ذلك تقسيم القدس". وقال إن بلدات شعفاط ورأس العمود جزء من القدس اليهودية الكبرى عاصمة إسرائيل، على حد تعبيره.

وكانت الانباء قد افادت ان طاقما خاصا من حزب "العمل" يعرض تغيير برنامج الحزب الانتخابي واستثناء البند الخاص بـ "القدس الموحدة" منه. وقالت الصيغة الجديدة المقترحة ان "القدس عاصمة اسرائيل بأحيائها اليهودية". وتتجاهل الصيغة المقترحة كذلك موضوع السيطرة على الاماكن المقدسة.

وذكر موقع "هارتس" على الانترنت ان الصيغة المعدلة ستنقل خلال الايام القريبة للتصديق عليها في الحزب.

لكن اعضاء قياديين في "العمل" يعتزمون العمل على احباط مشروع الصيغة المقترحة، قائلين ان البرنامج "حمائمي اكثر من اللازم" ولا يتلاءم مع الحزب".

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات