كتب أسعد تلحمي:
أدارت إسرائيل ظهرها, مرة أخرى, لالتزاماتها الدولية وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وأبقتها مجرد حبر على ورق حين نشرت وزارة الإسكان عروض استدراج رسمية لبناء 1001 وحدة سكنية جديدة في أربع مستوطنات تضاف إلى مشاريع استيطانية جديدة أقرها وزير الدفاع, شاؤول موفاز, وكشف عنها قبل أسبوعين. وفيما نفت وزيرة الإسكان, تسيبي ليفنه, أن تكون المناقصات التي نشرتها في الصحف العبرية أمس تتعارض والتفاهمات مع واشنطن في مسألة مواصلة الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبرى, قال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني, صائب عريقات, إن المخطط الجديد يعني دفن "خريطة الطريق" الدولية.
منذ انسحاب حزب "الاتحاد القومي" من حكومة اريئيل شارون جراء إعلان خطة الفصل وقبول الحكومة الاسرائيلية مبدئيا وبشكل مشروط بها، صارت هذه الحكومة تعيش على وقت مستقطع. فهي لا تحظى بأغلبية برلمانية، وهي غير قادرة على تمرير ليس فقط مشاريع سياسية وانما كذلك تسيير الامور العامة للدولة اليهودية. وبات واضحا ان شارون ملزم بواحد من خيارين: توسيع ائتلافه الحكومي أو تقديم استقالته.
من الصعب إزاحة الهواجس التي تشكك في صدقية حديث أريئيل شارون عن إخلاء مستوطنات قطاع غزة وإجلاء مستوطنيها. ذلك على الأقل لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي يسكنه حنين خاص إزاء مستوطني القطاع، كونه أول من ساقهم الى هناك ودشن انتشارهم إبان قيادته لما يسمى بالمنطقة الجنوبية في مستهل سبعينات القرن الماضي.
بقلم: حلمي موسى
تميّز الموقف الإسرائيلي من الرئيس ياسر عرفات على الدوام بالعدائية. وفقط يمكن الإشارة الى هدنة قصيرة في هذا العداء أعقبت التوقيع على اتفاقيات أوسلو والمرحلة الأولى من بدء تنفيذها. وفي الوقت الذي اتسم فيه موقف اليمين الإسرائيلي من عرفات بالحدة التي تفاقمت بعد إبرام اتفاقيات أوسلو دأب اليسار الإسرائيلي على التذرع بالتعامل مع عرفات بادعاء "لسنا من يختار الأعداء". ولكن أحداً من المسؤولين الإسرائيليين في الجانبين لم يظن أن عرفات أقدم على تنازل تاريخي بقبوله الاعتراف المتبادل باسم منظمة التحرير.
الصفحة 31 من 56