*يتوقع المراقبون ان يحسم باراك أمره في منتصف الشهر القادم، او ابعد بقليل، للتنافس على زعامة "العمل" *لن يجد حصانا ابيض يحمله، بل سدا منيعا من قادة الحزب *العقبة الاساسية امام باراك هو شمعون بيريس، وإذا اصر الأخير على المضي قدمًا فقد يكون مصير باراك كمصير بنيامين نتنياهو*
يعرض كل رئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في عدة مناسبات سنوية تصورات الاستخبارات للأخطار والأوضاع التي تواجهها الدولة اليهودية. ويشكل رأس السنة العبرية مناسبة للقادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين لعرض مواقفهم وآرائهم من الأحداث. غير أن لرئيس شعبة الاستخبارات أهمية خاصة، كونه الجهة المسؤولة عن تقديم "التقدير القومي" السنوي الذي بناء عليه تتحدد الخطط العسكرية والسياسية للعديد من الأجهزة الرسمية.
لم يعد زعيم حزب العمل، شمعون بيريس، على ثقة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، سوف ينفّذ خطة الفصل. وهو يرى أن شارون الذي يوضع أمام خيار البقاء في الحكم او تنفيذ الخطة، سيختار البقاء في الحكم. وهذه أيضاً قناعة الكثير من المعلّقين ورجال السياسة في إسرائيل. غير ان اليمين الإسرائيلي الذي يرى انه أفلح في تثبيت إقدامه، ليس فقط في المستوطنات، وإنما كذلك في الحلبة السياسية الإسرائيلية يرى خلاف ذلك، وهو يعتقد ان من واجبه ليس منع شارون من الإقدام على خطة تفكيك مستوطنات، ولو من أجل تثبيت أخرى، وإنما الحيلولة دون تفكير أي إسرائيلي في المستقبل بتفكيك مستوطنات.
بقلم: برهوم جرايسي
يظهر رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، في هذه الايام في احدى صوره النادرة جدا في مجمل حياته العسكرية والسياسية، وهو انه يسير "بانضباط" وفق جدول زمني وضعه لنفسه منذ اكثر من شهرين.
لقد قرر شارون في داخله انه سيجعل الساحة الحزبية ترى الويل منه، وتركض خلفه دون توقف، ليقرر هو ما يشاء ويفعل ما يشاء، في كل ما يتعلق بتوسيع ائتلافه الحكومي. فعلى الرغم من انه هو في أمس الحاجة لتوسيع ائتلافه الهش الذي يفتقر للحد الادنى من الاغلبية البرلمانية، إلا ان شارون قرر انه هو الاقوى، وإذا كان يواجه ازمة حقيقية داخل حزبه، فإنه نجح في نقل الأزمة الى داخل الاحزاب التي تدور في فلك حكومته.
الصفحة 30 من 56