"المفاوضات لم تعد مجدية"، بهذه الكلمات أجمل عمرام متسناع <جهود الوحدة> التي بذلها الاثنان على مدار ثلاثة لقاءات جمعتهما بعد الانتخابات التشريعية، استجابة لما اتفق الاثنان على انه <حالة طوارىء> اقتصادية وسياسية تمر بها اسرائيل هذه الايام.
وتتضح منذ بداية الاسبوع الصورة شبه المنتهية لشكل الحكومة الاسرائيلية القادمة، التي لن تكون اكثر من <يمين متطرف> يبدو فيه حزب <شينوي> <نبتة غريبة>. وبات من المؤكد ان تضم حكومة شارون الثانية احزاب شينوي والمفدال والاتحاد القومي، مع 86 نائباً.
وبذلك يكون شارون قد فض <العهد القديم> مع احزاب <الحرديم> - <شاس> و <يهدوت هتوراه>، لصالح <العهد الجديد> المكون من <شينوي>، <المنفدال>، <الاتحاد القومي> و <الليكود>.
واتهم <شاس> ارئيل شارون بأنه <نكث العهد القديم> المتمثل بالحلف التاريخي بين <الليكود> و <الحرديم> مفضلا التحالف مع الحزب العلماني <شينوي>.
وبعد التوصل الى اتفاق بين <الليكود> و <المفدال> اصبح <العمل> خارج احتمالات <الوحدة>، ما يعني ان شارون فضّل حزب المستوطنين على حزب <العمل>.
هذه الحقيقة كانت امام عمرام متسناع عندما اعلن (الاحد 23 شباط) وقف المفاوضات مع رئيس الوزراء شارون حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال متسناع أمام قيادات حزبه ان <المفاوضات لم تعد ذات جدوى> بعد تحالف <ليكود> و <المفدال>. ويقضي هذا الاتفاق خصوصا بـ <توسيع المستوطنات (الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية) لتلبية النمو الطبيعي لسكانها>، كما اكد زعيم الحزب الوطني الديني (ستة نواب) ايفي إيتام.
وكان العماليون اشترطوا للمشاركة في حكومة وحدة وطنية تجميد الاستيطان والتعهد بازالة مستوطنات في الضفة الغربية. وكانوا طالبوا شارون أيضاً بالالتزام خطيا بشأن ابرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين وانشاء دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
وكانت كتلة حزب "العمل" عقدت (الاحد) اجتماعاً تناولت فيه نتائج المفاوضات الائتلافية مع <الليكود>. وأطلع رئيس الحزب، عمرام متسناع، أعضاء الكتلة على المحادثات مع شارون، وسط مشادة كلامية حامية مع اعضاء الكنيست بنيامين بن إليعيزر، وشمعون بيرس، وداليا إيتسيك.
وقال متسناع في جلسة مكتب الحزب: <<نحن ذاهبون إلى المعارضة، لأن شارون فضل مواقف "المفدال"، وليس مواقف "العمل">>. وهاجم متسناع شارون، قائلاً: <<من يفضل حزب المستوطنين على حزب "العمل"، هناك شك كبير في نيته التوصل إلى سلام. شارون فضل اليمين علينا، תفضل البقاء في نفس المكان الذي كان فيه عشية الانتخابات>>.
وأضاف متسناع أن <<شارون بذل جهدًا ضئيلاً فقط، ولم يمكن من إجراء مفاوضات بين "العمل" و"الليكود">>.
وهاجم متسناع حزب <شينوي> ورئيسه قائلا إن لبيد <<لم يفحص حتى إمكانية تشكيل حكومة وحدة علمانية، كما وعد ناخبيه. لو فحص أحدهم السرعة التي قاد بها باتجاه حكومة شارون، لفرضت عليه غرامة على السرعة العالية>>.
وفي ختام الجلسة حمّل متسناع بن إليعيزر المسؤولية عن الأوضاع الراهنة التي وصل إليها حزب <العمل>، قائلاً: <<إن مشاركتك في حكومة الوحدة الوطنية هي السبب في الوضع الراهن للحزب. وبسبب دخولك تلك الحكومة، تم انتخابي رئيساً للحزب، لأن أعضاء الحزب أرادوا قيادة جديدة>>.
ورد بن إليعيزر على أقوال متسناع بلهجة شديدة قائلا: <<هذه الديماغوغية تكررها كل الوقت، وكأن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية هي السبب في الوضع الذي آل إليه الحزب الآن>>. من جهته، انتقد عضو الكنيست أفراهام بورغ الطريقة التي يدير بها متسناع المفاوضات الائتلافية.