رفض رئيس حزب العمل ومرشحه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية، عمرام متسناع، الاصوات التي تدعو الى ترشيح شمعون بيرس بدلاً منه، في ضوء نتائج استطلاع "معريف" (20 كانون الثاني)، وقال: "رشحت نفسي لكي أفوز في الانتخابات، ومن يريد الانسحاب من المعسكر فليخرج بدون ازعاج".
وحث متسناع اعضاء حزبه ومؤيديه الذين يعيشون حالة إحباط تام في ضوء تدهور فرصهم في الاستطلاعات "الا يفقدوا الأمل" في تحسين فرصهم في الانتخابات القادمة.
وعقد قادة "العمل" جلسة عاصفة هيمنت عليها نتائج استطلاع "معاريف" الذي تضمن سؤلا افتراضيا حول فرص "العمل" لو ترأسه بيريس، وافاد بتحسن هذه الفرص والوصول الى 29 مقعدا في الانتخابات.
وقد دفعت نتائج استطلاع "معريف" عددا من مسؤولي حزب "العمل" الى مطالبة زعيم "العمل" ومرشحه لرئاسة الحكومة عمرام متسناع بالتنحي عن منصبه لصالح شمعون بيريس، الذي ينتصر مجددا في الاستطلاعات!
وطالب عضو الكنيست شيري فايتسمن من معسكر بن اليعيزر بتغيير متسناع، بوزير الخارجية السابق، شمعون بيرس.
وعقب المقربون من متسناع لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس "العمل" لا يعتزم الاستقالة! أما متسناع نفسه فقال في اجتماع عقد في تل ابيب: "حريّ بمن خرج عن المعسكر ان يبقى خارجه والا يزعج الاخرين. جئت لكي انتصر"!
يشار الى ان قانون الانتخابات الاسرائيلي يتيح تغيير المرشح برأس القائمة حتى اللحظة الاخيرة.
وعقّب شمعون بيريس الذي يقوم بزيارة الى العاصمة الايطالية روما على نتائج الاستطلاع المذكور قائلا ان حزب العمل يملك رئيسا منتخبا له وهو يقوده في الانتخابات".
اما زعيم "شينوي" الخصم الاكبر لحزب العمل، طومي لبيد، فعقب على الاستطلاع متهكما ان بيريس يفوز دائما في الاستطلاعات وينجح في ادخال حزبه في دوامة. "انهم مذعورون – قال لبيد – ويتصرفون كمن يبدأ الغرق فيضرب الماء ويتسبب باغراق كل من هو حوله".
وتوقع لبيد ان يحصل العمل على نصف المقاعد التي تمنحه اياها الاستطلاعت الان لو قام باستبدال مرشحه الحالي لرئاسة الحكومة.
* استطلاعات 20 كانون الثاني
لم تحمل استطلاعات الرأي الجديدة المنشورة في صحيفتي "يديعوت احرونوت" و "معريف" (الاثنين 20 كانون الثاني) جديدا صارخا سوى ان استطلاع "معريف" توقع حصول "العمل" على مقعد واحد اقل من "الليكود" لو وقف شمعون بيريس برأس قائمة حزبه الإنتخابية!
وتوقع الاستطلاعان المذكوران فوز كتلة اليمين بغالبية برلمانيةمن 64 – 65 مقعدا في الانتخابات التشريعية الوشيكة التي ستجري يوم الثلاثاء القادم، وتضمن استطلاع "معريف" سؤالا جديدا حمل نتيجة مغايرة لحال "العمل" في الاستطلاعات الاخيرة، تقول ان هذا الحزب سيحصل على 29 مقعدا في البرلمان السادس عشر، بينما يحصل "الليكود" على ثلاثين فقط، لو تزعم وزير الخارجية السابق شمعون بيريس قائمة حزبه الانتخابية في المعركة الراهنة، بدلا من عمرام متسناع، الذي لا "يحلق" بالحزب الى ما هو اكثر من 19 – 20 مقعدا.
ولدى "يديعوت احرونوت" يحصل "الليكود" على 32 – 33 مقعدا، وهي اقل بمقعدين مما اعطاه استطلاع الاسبوع الماضي في نفس الصحيفة، ويحصل "العمل" على 91 – 20 (20 في الاستطلاع السابق)، فيما يحافظ حزب الوسط "شينوي" على مقاعده الـ 15، كذلك هو الحال مع حزب "شاس" (10-11). واعطى الاستطلاع الاحزاب العربية كجتمعة تسعة مقاعد، وحصلت "يهدوت هتوراه" و "المفدال" على اربعة لكل منهما. واستقر "الاتحاد القومي" على 8 مقاعد بينما تأرجح "ميرتس" اليساري عند المقعد التاسع، في حين حصل "عام احاد" على اربعة مقاعد. ويخسر حزب "عليه يروق" (تشريع الماريحوانا) المقعدين اللذين اعطاهما اياه استطلاع الاسبوع الماضي، ليربحهما حزب المهاجرين الروس "يسرئيل بعلياه" (4-5 مقاعد).
وسجلت كتلة اليمين في استطلاع "يديعوت" اغلبية من 64-65 نائبا مقابل 55 – 56 لكتلة "اليسار – الوسط".
في الاستطلاع الجديد ما زالت هناك نسبة عالية من المترددين (21%) مقابل 79% ممن حسموا امر تصويتهم. وقال 11% من "العائمين" انهم لم يقرروا بعد لكنهم يميلون للحزب الذي يعتزمون التصويت له بينما قال 10% انهم لم يحسموا اتجاه تصويتهم بعد. وحسب الاستطلاع فإن غالبية المترددين حائرون بين التصويت لحزب "الليكود" او حزب "شينوي".
واعلن 81% انهم سيتوجهون الى صناديق الاقتراع فيما قال 9% انهم "يفكرون في ذلك". وقال 5% انهم لن يشاركوا في التصويت وهناك نسبة مماثلة تعتقد انها لن تصوت.
* استطلاع "معريف"
وتوزعت المقاعد في استطلاع "معريف – جغال هحداش" على النحو التالي:
ليكود – 31 (32 في الاستطلاع السابق)
العمل 19 (19)
شينوي 16 (15)
شاس 10 (10)
الاتحاد القومي 8 (9)
ميرتس 8 (7)
يهدوت هتوراه 5 (5)
المفدال 5 (5)
القائمة العربية الموحدة 4 (4)
الجبهة – التغيير 3 (3)
التجمع 3 (3)
يسرئيل بعلياه 3 (3)
حيروت 1 (1)
الورقة الخضراء 1 (1)
عام احاد 3 (3)
في هذا الاستطلاع يخسر اليمين عمليا مقعدين قياسا بالاستطلاع السابق ويقف عند حدود الـ 63 مقعدا مقابل 57 لتكتل اليسار – الوسط.
واضافت "معاريف" كما اشير سابقا سؤالا حول شمعون بيريس بديلا لمتسناع الذي يراوح في مكانه فجاءت النتيجة مفاجئة حيث حصل على 29 مقعدا ليحقق مع احزاب الوسط والعربية تعادلا مع اليمين في عدد المقاعد، ما يحول دون تمكن شارون من تشكيل حكومة جديدة.
ويتبين ان المقاعد العشرة التي يضيفها بيريس تأتي اساس من "شينوي" (3 مقاعد) وحزب "شاس (مقعدان) و "ميرتس" (مقعد واحد) والاحزاب العربية (1-2) و "يسرئيل بعلياه" (1).
لكن الصحيفة نوهت الى حقيقة كون السؤال افتراضيا وان النتائج لن تتغير لو حدث فعلا ان استبدل بيريس متسناع. واعادت الصحيفة الى الاذهان المعارك الانتخابية التي خسرها بيريس في الماضي على رغم تفوقه في استطلاعات الرأي، حتى انه اضحى يلقب بـ "ملك الاستطلاعات".
وترى الصحيفة ان النتائج الواردة تؤكد عدم ثقة الاسرائيليين بقيادة متسناع لتكتل اليسار كما انها تعبّر عن توقهم لرؤية بديل اخر لشارون اكثر مما تشير الى رغبتهم في رؤية بيريس رئيسا للحكومة الجديدة.