يشمل هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" مجموعة أخرى من التحليلات والتقارير التي تحاول أن توسع دائرة الضوء على التحولات التي خضعت لها إسرائيل في ظل استمرار ولايات بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية ولاية تلو الأخرى على مدى ما يقارب العقدين، منذ ولايته الأولى عام 1996.
كشفت صحيفة "هآرتس" أخيرًا النقاب عن أن مراقب الدولة الإسرائيلية أعدّ تقريرًا يوجّه فيه انتقادات شديدة إلى وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية من جراء عدم معالجتها كما ينبغي موضوع العنصرية في جهاز التعليم الحكومي، وعدم عنايتها بأن تدفع قدمًا ببرامج تعليمية حول "الحياة المشتركة بين اليهود والعرب"، وامتناعها عن مواجهة الشروخ في المجتمع، وتجاهلها شبه المطبق لتقارير وضعتها لجان رسمية بشأن نشر مبادئ الديمقراطية في المدارس.
سارعت بعض الأوساط "الليبرالية" إلى استخلاص نتيجة جوهرية من السجال الشديد التي تشهده الحلبة السياسية الإسرائيلية في إثر تحذير نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء يائير غولان من مغبة ممارسات تشبه ما جرى في ألمانيا النازية، على خلفية قيام جندي إسرائيلي بإطلاق الرصاص على الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل حتى وهو جريح وممدّد على الأرض ولا يشكل خطرًا على أحد مما تسبّب بمقتله.
تشهد إسرائيل منذ أكثر من أسبوع "ضجة إعلامية" تفجرّت في إثر قيام قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية ببث تحقيق اشتمل على شبهات قوية حول ارتكاب وزير السياحة الإسرائيلي السابق اللواء احتياط رحبعام زئيفي (الذي قتل على أيدي نشطاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تشرين الأول 2001) جرائم جنسية بحق نساء عملن تحت إمرتـه إبان خدمته العسكرية في قيادة الجيش الإسرائيلي، وحول ضلوعه في مخالفات جنائية أخرى، وفي قتل أسرى حرب قبل عشرات الأعوام.
يمكن ملاحظة أنه في مقابل تفاقم مظاهر العنصرية في إسرائيل المتغذيـة من ركام الإجراءات المنهجية التي اتخذتها وما تزال تتخذها حكومات بنيامين نتنياهو المتعاقبة منذ العام 2009،
لا تنفكّ الإجراءات المتفاقمة الناجمة عن غاية الهجوم على حقوق المواطنين الفلسطينيين وكفاحهم في الداخل من جهة، وعن هدف تضييق الخناق على أصحاب الآراء المغايرة لمواقف اليمين من جهة أخرى، التي يتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمسوّرة بتأييد قوى غوغائية
الصفحة 42 من 45