بصرف النظر عن التفصيلات المهمة التي تتضمنها ورقة تقدير الموقف الجديدة الصادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب فيما يتعلق ببنود صفقة ترامب- نتنياهو المعروفة باسم "صفقة القرن"، فإن الاستنتاج الذي تخلص إليه يظل الأكثر أهمية، وفحواه أن فرص تحقيقها ضئيلة جداً وتوازي الصفر.
1- ارتباطاً بالانتخابات الإسرائيلية العامة القريبة ومن دون الارتباط بها أيضاً، مرّ عقد كامل من السنوات على تسلم بنيامين نتنياهو منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية في العام 2009. وهو عقد حافل بالأحداث والوقائع التي نسلط الضوء عليها، في إطار هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي"، عن طريق تعليق المحررة الاقتصادية في صحيفة "ذي ماركر" ميراف أرلوزوروف، التي تصفه بأنه عقد الفساد والتخويف وأجواء الترهيب والإرهاب وعدم الاستقامة. وكذلك عن طريق ما وصفناه بأنه "إضاءة خاصة" من خلال المقال المطوّل الذي كتبه الخبير الإعلامي يزهار بئير، المدير العام والمؤسس لـ"كيشف"- مركز حماية الديمقراطية في إسرائيل، وتطرّق فيه إلى دور الإعلام في تشكيل ما أسماه "الوعي الإسرائيلي الزائف" ولا سيما حيال المسألة الفلسطينية والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
- ليس مبالغة القول إن إعلان المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، أنها وجدت مسوّغات قانونية لفتح تحقيق شامل في جرائم حرب محتملة ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة أعاد بكيفية ما القضية الفلسطينية إلى مركز الأجندة العامة في إسرائيل الغارقة منذ نحو عام في جولة انتخابات إثر أخرى على خلفية شبهات الفساد الحائمة حول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتسببت بإقصاء الموضوعات السياسية جانباً، بقدر ما تسبّب بذلك تلاشي الفروق الجوهرية حيال تلك الموضوعات من طرف مختلف ألوان الطيف الحزبيّ.
- لعل أول سؤال يتبادر إلى الأذهان مع إعلان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت تقديم لوائح اتهام ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشبهة ارتكاب مخالفات فساد، هو: هل بتنا نشهد الآن بداية نهاية عهد نتنياهو المستمر منذ أكثر من عقد؟
- تطالعون في صفحة الملف الخاص لهذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" (ص 6) تغطية خاصة استثنائية لشكل تعامل الإعلام الإسرائيلي مع نبأ وفاة الرئيس السابق للمحكمة الإسرائيلية العليا مئير شمغار، الذي شفّ عن جانب مثير من جوانب تشييد الأساطير في ممارسة الكلام واللغة بالنسق الإسرائيلي المتبّع، وهو جانب تحويلها إلى سرديّة راسخة في الوعي الجمعي، تجاهر بأنها تمتلك الحقيقة بقوتها الخارقة بالرغم من أنها تجافي الواقع ولا تمت بأي صلة إليه.
ليس مبالغة القول في معرض التعقيب على النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الـ22، التي جرت يوم 17 أيلول الحالي، إن نجاح القائمة المشتركة كان بمثابة الرهان الانتخابي الأكثر نجاحاً في هذه الجولة، حيث حصلت على نحو 80 بالمئة من أصوات الناخبين العرب، وتسببت برفع نسبة تصويت هؤلاء الأخيرين إلى 60 بالمئة بعد تراجعها إلى 49 بالمئة في انتخابات نيسان الماضي. كما ارتفع التمثيل العربي من 10 مقاعد في انتخابات نيسان إلى 13 مقعداً في انتخابات أيلول.
الصفحة 33 من 45