المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 1148

دعا الزعيم الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، أبناء الطائفة إلى الحفاظ على برودة أعصاب والتصرف بمسؤولية. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن الشيخ طريف قوله، أمس الاثنين، إن "الديانة الدرزية تعارض أي مس جسدي وخاصة بالجرحى. واستفزازات كهذه تضر بمصلحتنا وبمصلحة أشقائنا الدروز خلف الحدود".

وكان طريف يغقب بذلك على تعرض مجموعة من سكان قرية حرفيش الدرزية في الجليل لسيارة إسعاف عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تنقل جرحى أصيبوا في المعارك الدائرة في سوريا إلى مستشفى الجليل الغربي في مدينة نهريا بشمال إسرائيل. وتستقبل المستشفيات الإسرائيلية، وكذلك مستشفى ميداني أقامه الجيش الإسرائيلي عند خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان، جرحى من قوات المعارضة التي تقاتل ضد النظام السوري، وبينهم عناصر من ميليشيات إسلامية.

وتطالب شخصيات في الطائفة الدرزية، بينهم الشيخ طريف وضباط حاليون وسابقون في الجيش الإسرائيلي ورؤساء سلطات محلية درزية، إسرائيل بتقديم المساعدة للدروز في سوريا، وخاصة لسكان قرية الخضر، التي تقع على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر عن خط وقف إطلاق النار في الجولان. ويأتي ذلك في أعقاب تردد أنباء عن أن تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" يحاصران الخضر من عدة جهات. ويخشى الدروز في إسرائيل من ارتكاب التنظيمين مجازر بحق أبناء طائفتهم في سوريا.

على هذه الخلفية، هاجم سكان من قرية حرفيش سيارة الإسعاف العسكرية، لدى مرورها في القرية. وتشير تصريحات طريف إلى أن السكان أرادوا الوصول إلى الجرحى من المليشيات الإسلامية التي كانت سيارة الإسعاف تنقلهم، وأنهم من "جبهة النصرة".

وانتظر سكان حرفيش سيارة الإسعاف العسكرية وحاولوا إيقافها، لكن العسكريين الإسرائيليين رفضوا التعاون معهم وواصلوا طريقهم بسرعة، لكن شبان من قرية حرفيش طاردوهم بسيارتين، وأغلقوا الطريق أمام سيارة الإسعاف، وطلبوا التدقيق في هوية الجرحى. وتمكنت سيارة الإسعاف من مواصلة طريقها بعد وصول قوة شرطة، التي رافقت سيارة الإسعاف حتى المستشفى في نهريا.

ويثير وضع الدروز في سوريا قلقا بالغا بين الدروز في إسرائيل، حيث جرت خلال الأسبوعين الأخيرين مظاهرات في عدد من القرى الدرزية في الجليل والكرمل، طالبوا فيها حكومة إسرائيل بالتدخل لإنقاذ الدروز في سورية.

وقال تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، يوم الجمعة الماضي، إن قلقا كبيرا يساور سكان القرى الدرزية الأربع في الجولان، الذين تربطهم علاقة قربى بسكان الخضر خصوصا، وبسكان جبل العرب حيث تتركز الغالبية الساحقة من الدروز السوريين الذين يزيد عددهم عن نصف مليون نسمة، ويعتبرون من مؤيدي النظام السوري.

وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن حكومة إسرائيل، ورئيسها بنيامين نتنياهو، يرفضون التدخل في الحرب الأهلية في سورية تحسبا من "الغوص في وحلها"، إلا في حال وُجهت النيران من داخل الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، وبضمن ذلك باتجاه الجولان المحتل. وأبلغ المسؤولون طريف بأن إسرائيل حذرت "جهات في المعارضة السورية" من عواقب مهاجمة الدروز.

وأوضح نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون ذلك خلال لقاءات مع طريف وشخصيات من الطائفة الدرزية، لكن نتنياهو صرح بأن إسرائيل لن تسمح بالمس بالدروز في قرية الخضر. وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لطريف إنه في حال هاجمت الميليشيات الإسلامية قرية الخضر فإن بإمكان سلاح الجو منع ذلك، شرط مصادقة الحكومة على ذلك.

وفي هذه الأثناء بادر رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زالتس، إلى دراسة حلول لإسكان دروز سوريين بشكل مؤقت في بلدات بشمال إسرائيل، في حال لجأوا إلى إسرائيل. وذكر موقع "واللا" الالكتروني أول من أمس، أن زالتس وجه رسالة إلى إدارات الكيبوتسات (القرى التعاونية) الواقعة ضمن نفوذ المجلس الإقليمي الجليل الأعلى طالبا منها المشاركة في المبادرة وتوفير أماكن نوم مؤقتة في هذه الكيبوتسات.

وكتب زالتس في رسالته أنه "أجد صعوبة في البقاء غير مبالٍ حيال ما يحدث في مسافة ليست بعيدة عن حدود إسرائيل وبلداتنا".، وأشار إلى أن رسالته تأتي في أعقاب اجتماعه مع منتخبي جمهور من الطائفة الدرزية وبعد "ورود أنباء عن مجزرة تجري في القرية الدرزية الخضر".

من جهة أخرى، تشير التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن إيران وروسيا ستستمران في دعم النظام السوري والعمل من أجل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم. وذكرت "هآرتس"، أمس، أنه بموجب تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي فإن إيران وروسيا تصران على مواصلة دعم الأسد على الرغم من الإخفاقات والخسائر العسكرية التي تكبدها النظام في الحرب ضد المتمردين وخسارة مواقع عديدة وهامة في البلاد.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية فإن المساعدات والدعم الإيراني والروسي لنظام الأسد يتمثل بتقديم المشورة والمعلومات الاستخبارية والسلاح، وأن الهدف هو منع تقدم المتمردين في جبهات جديدة ونحو مواقع ما زالت تحت سيطرة النظام. وقالت الصحيفة إن مصلحة إيران في الحفاظ على نظام الأسد تأتي في إطار الصراع على الهيمنة على المنطقة ضد "الدول السنية المعتدلة" وعلى رأسها السعودية ومصر، بينما على رأس اهتمامات روسيا الحفاظ على ميناء طرطوس الذي يرسو فيه أسطولها.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن إيران تزود سوريا بكميات كبيرة من السلاح، إلا أنها لا توافق على مشاركة قوات حرس الثورة في القتال الدائر في سوريا على الرغم من مطالب الأسد، وتكتفي بمنح المشورة العسكرية لقوات النظام من وراء الكواليس. واعتبرت التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن امتناع إيران عن مشاركة فعلية في القتال من خلال زج قوات حرس الثورة نابع من تخوف طهران من تأثير ذلك على المحادثات النووية التي تجريها مع الدول الكبرى.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات