تخفيض الفائدة البنكية إلى أدنى مستوى تاريخي لها 1ر0%، يطرح سؤال: ماذا بعد؟ البنك المركزي استخدم الفائدة لرفع وتيرة التضخم ولكن هذا لم يعد قائما ارتفاع سعر الدولار يعود بأرباح لقطاع الصادرات
جاء قرار بنك إسرائيل المركزي بتخفيض الفائدة البنكية الاساسية إلى أدنى مستوى تاريخي لها- 1ر0%- مفاجئا تقريبا لكل الأوساط الاقتصادية، بعد أن سجلت الفائدة منذ شهر أيلول الماضي، أدنى مستوى لها 25ر0%. إذ لم يتوقع أحد أن يُقدم البنك على تخفيض آخر، إلا أن تراجع التضخم المالي في الشهر الأول من هذا العام بنسبة 9ر0%، ووسط مؤشرات لانخفاضه أيضا في الشهر الماضي شباط، دفع البنك إلى اجراء هذا التخفيض.
والسؤال الأول الذي طرح في اليوم التالي لقرار البنك المركزي، الذي دخل حيز التنفيذ في اليوم الأول من الشهر الجاري، هو: أي "سلاح" سيستخدم البنك لاحقا لمواجهة حالة التباطؤ في السوق، من أجل تحريك الأوضاع الاقتصادية؟. فالتضخم المالي في العام الماضي انتهى بتراجعه بنسبة 2ر0%، ولكن بعد تراجعه الحاد في الشهر الأول من هذا العام، يكون التضخم قد تراجع في الأشهر الـ 12 الأخيرة لاحتساب التضخم من شباط 2014 إلى نهاية كانون الثاني 2015، بنسبة 5ر0%. وحسب التقديرات، فإن التضخم المالي في شهر شباط الذي سيعلن عنه يوم الأحد المقبل، سيسجل هو أيضا تراجعا بنسبة ما، ففي الشهر الماضي تراجعت أسعار الوقود، اضافة إلى تراجع الأسعار الموسمي، ما سيزيد من نسبة تراجع التضخم في آخر 12 شهرا.
لكن من جهة أخرى، فإن التضخم يرتفع عادة في الشهر الجاري آذار، وما سيساعد على رفع الأسعار، هو ارتفاع أسعار الوقود بنسبة تزيد عن 6%، اضافة إلى ارتفاع الأسعار الموسمي لبضائع الصيف، بدءا من الفواكه والخضراوات والملبوسات، وحتى تكلفة النقاهة. ولهذا لا يستبعد خبراء أن تكون خطوة بنك إسرائيل المركزي، لفترة قصيرة، قد تنتهي مع نهاية نيسان أو الشهر الذي يليه، بعد أن يكون التضخم قد عاد إلى مسار الارتفاع، كنتيجة لارتفاع الأسعار، الذي يعكس أيضا زيادة الحركة في السوق.
وكان سعر صرف الدولار قد شهد في شهر شباط تراجعا بمعدل 2% وأكثر، وهبط إلى محيط 85ر3 شيكل للدولار، وأحيانا أقل. إلا أنه في اليوم التالي للإعلان عن تخفيض الفائدة البنكية، ارتفع الدولار بنسبة هائلة، وكان حتى مطلع الأسبوع الجاري، يلامس حاجز 4 شواكل. ويساهم في رفع سعر الدولار أمام الشيكل أيضا، ارتفاع قيمته أمام العملات في العالم، وخاصة أمام اليورو، الذي يواصل تراجعه.
ويذكر أن سعر صرف الدولار امام الشيكل، كان حتى العام 2007 في حدود 3ر4 شيكل، ولمن لا يذكر فإن سعر الدولار في صيف العام 2005 لامس 5 شواكل، ثم انخفض سريعا ليعود إلى مستوى 3ر4 شيكل لعدة سنوات.
ويقول بنك إسرائيل في تقريره لشرح تخفيض الفائدة البنكية، إن تخفيضه للفائدة في شهر أيلول من نصف بالمئة إلى 25ر0% ساهم في انعاش الاقتصاد بعد العدوان على قطاع غزة، ولهذا فهو يطمح الآن لأن يساهم التخفيض الجديد في تحريك السوق، مشيرا إلى أن خطوته ستقود إلى رفع سعر الدولار، وهو ما تم، وهذا سيعود بالفائدة على قطاع الصادرات، الذي سيكون مردوده بالشيكل أكبر، ما يزيد من أرباحه، ويضمن استمرار انتاجيته، وبقاء العاملين فيه.