لم يكن من شأن حادثة تفجير قنبلة بدائية الصنع قرب السفارة الإسرائيلية في نيودلهي أواخر شهر كانون الثاني الماضي، أن يؤثر قطّ على العلاقات الهندية- الإسرائيلية النامية والمزدهرة، أو يعكّر صفوها، لكن الحادثة وفرت مناسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي يتصل بنظيره الهندي ناريندرا مودي، فيشكره على حماية الدبلوماسيين الإسرائيليين، وليتبادل الاثنان أطراف الحديث في مجموعة من مجالات التعاون المشترك التي تجمعهما بما في ذلك التعاون في مجال مواجهة جائحة الكورونا. وقالت نشرة "تايمز أوف إسرائيل" في عددها ليوم الثاني من شباط 2021 إن "علاقات وثيقة تربط الزعيمين مودي ونتنياهو، وغالبا ما يغدق أحدهما المديح على الآخر". وخلال محادثتهما البروتوكولية القصيرة اتفق رئيسا وزراء البلدين على التعاون في مجال اللقاحات ضد كورونا، بينما أكد مودي على دعم إسرائيل في محاربة الإرهاب، كيف لا والحادث الذي تزامن مع الذكرى 29 لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لم يسفر سوى عن أضرار بسيطة لبعض السيارات، ولكن تبنته منظمة أطلقت على نفسها اسم "حزب الله الهند" مع أن أحدا لم يسمع باسم هذه المنظمة من قبل.
نشرت القناة 12 العبرية شريط فيديو تدعي فيه أن السلطة الفلسطينية هدمت موقعا أثريا- دينيا يهوديا (مذبح يوشع) بالقرب من مدينة نابلس أثناء تشييدها لطريق إسفلتي يصل المدينة بقرية عصيرة الشمالية. ورغم أن الموقع الأثري يقع في المنطقة المصنفة "ب"، إلا أن الطريق الجديد يمر في قسم منه بالمنطقة "ج". وأثار الحدث جدالات واسعة داخل السلطات الإسرائيلية، بيد أن القناة المذكورة لم تتطرق لها، على ما يبدو، لسببين: اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية والتأثير المباشر لهذه القضية على مخرجاتها لصالح الأحزاب الصهيونية الدينية؛ وحالة الانتظار المشوب بالحذر فيما يتعلق بموقف الإدارة الأميركية الجديدة من قضية ضم الضفة الغربية.
يعمّق رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو تحالفه مع القائمة الانتخابية، التي تضم حركة "قوة يهودية" (عوتسما يهوديت)، المنبثقة عن حركة "كاخ" الإرهابية، المحظورة بموجب القانون الإسرائيلي، كما أنها محظورة في الكثير من الدول بينها الولايات المتحدة. وتبين أن اتفاق الليكود مع هذه القائمة، على "فائض الأصوات"، يشمل تعهد نتنياهو بضم "ممثلين" عن القائمة وزراء في حكومته. وهذا من شأنه أن يخلق حالة صدام مع حلفاء آخرين في الحكومة سيرفضون ضم وزير من "قوة يهودية". كما أن هذا التحالف بات يقلق كتلتي المتدينين المتزمتين الحريديم الأكثر ارتباطا بالليكود. ومن ناحية أخرى، تُظهر استطلاعات الرأي حالة تأرجح عند نسبة الحسم، أو الابتعاد منها، لعدد من القوائم، بينها لأول مرة قائمة ميرتس.
ثارت في إسرائيل، أخيراً، ضجة حيال قيام حزب الليكود بتوقيع اتفاقية فائض أصوات مع قائمة الصهيونية الدينية بزعامة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وهذا الأخير من أتباع الحاخام مئير كهانا.
وكهانا هو مؤسس رابطة الدفاع اليهودية، وعصابة "كاخ" الفاشية، المحظورة بحسب القانون الإسرائيلي. شغل منصب عضو كنيست في الكنيست الحادي عشر، وفي العام 1988 تم شطب قائمته الانتخابية، ومنعها من خوض الانتخابات الإسرائيلية العامة، بشبهة أنها عنصرية. وبعد عامين، لقي مصرعه مقتولاً بعد انتهائه من إلقاء خطاب في نيويورك.
تمثلت حجة الذين أقاموا تلك الضجة بأن هذه الاتفاقية تساهم في "شرعنة الكهانيّة". وفي غمرة ذلك زعم هؤلاء أن حظر عصابة كهانا المذكورة تسبّب بتكريس نظرة عامة إلى العنصريـة بصفتها أمراً استثنائياً وشاذّاً في المجتمع الإسرائيلي.
الصفحة 228 من 859