بقلم: أهارون دافيد كوبرمان (*)
يعتبر سبب اندلاع الأزمة الأخيرة في منطقة القوقاز أوسع وأعمق بكثير من مجرد اهتمام روسيا بسلامة سكان أوسيتيا الجنوبية، وهم أقلية عرقية غير روسية. فالسبب الحقيقي الذي حدا بالروس لغزو جورجيا يكمن في تصادم مصالح بين روسيا والغرب في أربع جبهات مختلفة، تجلت كافتها في الأزمة الراهنة. صحيح أن روسيا إجتاحت جورجيا، غير أن موسكو أملت في أن يُسمع صدى إجتياحها العسكري لمدينتي "غوري" و"بوتي" ليس فقط في تبيليسي (عاصمة جورجيا) وكييف (عاصمة أوكرانيا) وإنما أيضاً في بروكسل وواشنطن.
في نيسان 2003 أعلنت الإدارة الأميركية أنها توصلت إلى خطة للتسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وعرفت هذه الخطة باسم "خريطة الطريق".
إن أحد المكونات البارزة في الخطة تتمثل في توجهها التدريجي (المرحلي) لحل النزاع الطويل الدامي بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي رؤية تفترض أن التسوية الإسرائيلية- الفلسطينية تتطلب النضوج لدى الطرفين وإيجاد علاقات قائمة على الثقة يتم تكريسها على مدار سنوات إضافة إلى إحلال هدوء معين في المواجهات العنيفة بين الطرفين. وقد كان من المفروض بخريطة الطريق أن تُفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق رؤية الرئيس بوش بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
عملياً لم يعد هناك اليوم في السياسة الإسرائيلية شيء اسمه "يسار". فالسياسة الإسرائيلية تحتوي مكوناً يمينياً مهماً، ومكوناً مركزياً- وسطياً- يفتقر في جوهره إلى أيديولوجية أو رؤية معينة، ومكوناً هزيلاً يسمي نفسه يسار، وهو في جوهره يسار سياسي لا توجد بينه وبين مصطلح "يسار" أي صلة أو علاقة.
في الوقت الذي ما زال فيه الحزب الديمقراطي منقسماً على نفسه في سباق حامي الوطيس، قد يستمر حتى مؤتمر الحزب في شهر آب المقبل، بين مرشحيه هيلاري كلينتون وباراك أوباما، فقد تُوج السناتور جون ماكين، في الرابع من آذار الماضي، بالفوز كمرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات القريبة للرئاسة الأميركية.
الصفحة 689 من 859