يقدّم "المشهد الإسرائيلي" رأيين حول ما بعد أنابوليس لباحثين إسرائيليين. ويكمن القاسم المشترك للمقالين في عدم التعويل على أن يسفر هذا اللقاء عن أي نتائج حقيقية في اتجاه التسوية، لأسباب تعود إلى الأوضاع في إسرائيل وإلى الرؤية الإسرائيلية للتطورات الأخيرة في الجانب الفلسطيني
تقلص حرية العمل ضد "البرنامج النووي الإيراني" أمام الولايات المتحدة وإسرائيل...
بقلم: إفرايم كام وإفرايم أسكولاي *
في بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري (2007) نشر "المجلس القومي للاستخبارات"، وهو الهيئة العليا لوكالات الاستخبارات الأميركية، تقديراً جديداً لنوايا وقدرات إيران في المجال الذري.
في الثامن من شهر شباط الجاري، وفي نهاية مفاوضات جرت في مكة برعاية العاهل السعودي، وقعّ محمود عباس (أبو مازن) باسم حركة "فتح" وخالد مشعل باسم حركة "حماس" على اتفاق لإقامة حكومة وحدة وطنية.
في المؤتمر الأخير للجمعية الإسرائيلية للدراسات الشرق الأوسطية والإسلامية طرح البروفيسور إيهود طوليدانو السؤال عن وجود استشراق إسرائيلي من عدمه؟. وفي هذا السياق أود القول: إن مصطلح "استشراق" وصل إلى نهاية عهده ولم يعد قائماً اليوم، وفي إسرائيل لا يمكن أن تكون مستشرقاً .
أعلن رئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) منذ فترة وجيزة أن "عرب إسرائيل"، وهم خمس عدد السكان في الدولة، يشكلون خطرا على دولة إسرائيل.
وطلب من الحكومة منحه التخويل بتفعيل الأجهزة الأمنية ضد كل من يطمح إلى تغيير تعريف "الدولة اليهودية والديمقراطية" الرسمي، حتى حين يقوم بذلك مستخدما الوسائل القانونية.
استنادا إلى ذلك، ومن وجهة نظر رئيس جهاز الأمن العام، وهو شخصية هامة جدا في قيادة الدولة، فإن وظيفة جهاز الأمن العام لا تقتصر على العمل على حماية الدولة في وجه الجواسيس و"المخربين"، بل كذلك حمايتها من تغيير تعريفها الأيديولوجي، مثل الكي جي بي في الاتحاد السوفييتي والشتازي في ألمانيا الشيوعية. (يمكننا أن نشاهد كيف يتم ذلك على أرض الواقع، في الفيلم الألماني الممتاز "حياة الآخرين"، الذي حاز على جائزة الأوسكار والذي يتم عرضه في هذه الأيام في إسرائيل).
هل تعتزم الولايات المتحدة التراجع عن رسالة بوش؟
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر أنابوليس، ظهرت دلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة بدأت تعيد النظر في مواقفها حيال كل ما يتعلق بمضمون التسوية المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان التخطيط الذي جرى في الأشهر الأخيرة تمهيداً لانعقاد المؤتمر، قد استند إلى فكرة تقضي بأن يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، معاً بصياغة وعرض إعلان مشترك يرسم الملامح الرئيسية لتسوية مستقبلية، ومن المفترض أن يحظى هذا "الإعلان" بدعم وتأييد المشاركين في المؤتمر، وبضمن ذلك المملكة العربية السعودية، ودول عربية أخرى مؤيدة للغرب.
الصفحة 9 من 119