اكتشف المجتمع الإسرائيلي أخيراً بذور الشر، إنها مجموعة من الأشرار الذين استخدموا رموز النازيين الجدد كإطار للنشاط العنيف لهذه الزمرة. وبطبيعة الحال فإن الساسة اللاهثين وراء الدعاية والشهرة لن يفوتوا هذه الفرصة، فسرعان ما ظهرت اقتراحات لتغيير القانون أو لاستخدام تعسفي لإجراءات ووسائل من قبيل الطرد من البلاد وسحب الجنسية وتعديل قانون العودة.
قبل فترة طويلة، كان هناك من نَبَّه إلى المكانة الهزيلة، أو على الأدق انعدام المكانة، لـ "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي، حتى في هذا الموقع الإلكتروني. كان الاهتمام بالموضوع معدوماً على وجه التقريب، لذلك لم تظهر اليوم أية أصداء لاستقالة رئيس وكبار المسؤولين في المجلس مؤخراً.
تجد المؤسسة الرسمية (الإسرائيلية) في الانفصال عن أحياء عربية في القدس دواء للمشكلة الديمغرافية، متغاضية عن زخم يهودي راسخ وطويل الأجل، يتمثل في الزيادة اللافتة في النمو الطبيعي اليهودي والنكوص السريع أكثر من المتوقع في النمو السكاني الطبيعي العربي بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
تنشغل المحكمة الإسرائيلية العليا في السنوات الأخيرة مراراً وتكراراً بالتماسات ضد جدار الفصل، الجدار الذي قررت محكمة "الأغيار" [محكمة العدل الدولية في لاهاي] أن إقامته تشكل خرقاً للقانون الدولي. القرارات التي تصدرها المحكمة (الإسرائيلية) العليا تقضي أحياناً بزحزحة مسار الجدار قليلاً، وأحياناً لا...
شكلت سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة تطوراً مهماً، غير أنه لا يغيّر بصورة جذرية التحدي الذي تواجهه إسرائيل. في السابق كان يمكن التشكيك في إمكانية تحقيق الصيغة السائدة "دولتان لشعبين" وفي فرصة إيجاد حل للنزاع في المستقبل القريب. الحديث عن الفرصة الذهبية التي مثلت أمامنا وعن الحاجة لدعم (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس "أبو مازن"، حديث واهم إذ أنه لا تتوفر أية فرصة في أن يتحول (أبو مازن) إلى زعيم قوي قادر على إنقاذ الفلسطينيين من استمرار الانحدار في منزلق "الدولة الفاشلة" التي أقاموها. لذلك، فإن الكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل سوف يستمر.
* لا مهرب من نقل مناطق آهلة باليهود إلى إسرائيل وفي موازاة ذلك نقل مناطق آهلة بالعرب إلى دولة فلسطينية *
مرة أخرى تطرح للنقاش فكرة ترسيم حدود إسرائيل الدائمة في مقابل الدولة الفلسطينية العتيدة من خلال تغيير خطوط الهدنة وملاءمتها مع الواقع الديمغرافي الذي تشكل في أرض إسرائيل. وقد نشأت خطوط الهدنة كنتيجة للاتفاق بين إسرائيل ومملكة شرق الأردن بعد حرب 1948. وتقرر في الاتفاق تحديد الخط، الذي ضم سكاناً عرباً في المناطق التي لم يتم احتلالها خلال الحرب، من بينها البلدات العربية في وادي عارة، من باقة الغربية وحتى كفر قاسم، حيث تم ضمهم لإسرائيل دون أن يطلب رأي السكان العرب، وذلك لضمان خطوط المواصلات والدفاع لإسرائيل.
الصفحة 11 من 119