كما هو الحال بالنسبة للزوجين اللذين يصبحان متشابهين إلى حد كبير بمرور السنوات على زواجهما، هكذا هي الحال أيضاً بالنسبة للأعداء.
فالمجتمعات التي يدور بينها صراع عنيف ومستمر تغدو بالتدريج متشابهة إلى حد بعيد، في أنماط التفكير والقيم وردود الفعل تجاه الأوضاع الصعبة.
هذه العملية التي يمر بها، منذ مطلع القرن العشرين، المجتمعان الإسرائيلي والفلسطيني، راحت تغذ الخطى منذ إندلاع الإنتفاضة الثانية وبلغت ذروة جديدة في الأسبوع الماضي، أثناء الأحداث المأساوية في غزة ورفح.
"اسرائيل هي إحدى الدول الرائدة في العالم، وتحتل المراتب الاولى في مجال الفجوات في جهاز التعليم، فجوات على أساس اجتماعي اقتصادي وقومي (يهود وعرب) وأصلاني، انتمائي (غربيون وشرقيون) وفترة الاقامة في الدولة (من ولدوا فيها ومن هاجروا اليها) ومكان الاقامة في الدولة (في مدن وقرى غنية او فقيرة). وهذه المعطيات تؤكد فشل جهاز التعليم في التجسير على الفوارق بين طلاب من قطاعات مختلفة ومن خلفيات اجتماعية – اقتصادية مختلفة".
يتعرض التوجه النسبي الذي يميّز البحث الما بعد الصهيوني إلى هجوم شرس في النقد الذي كتبه المؤرخ بيني موريس، المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط، حول الكتاب الجديد لـ إيلان بابه "تاريخ فلسطين المعاصر: أرض واحدة، شعبان".
كانت كلمته هو ولست أنا الذي قالها. لما بلغنا البحر الأبيض لتونا يصحبنا عبد الحكيم سمارة صديقه الذي عرفني اليه ثم صرنا أصدقاء للتو. لم يكن البحر أبيض بل لازوردي يشبه ذلك البرزخ الذي يفصل الأرض عن السماء وعاد منه جلجامش بلا عشبة الخلود .. بحر يأتي من جهة الحلم والمخيلة فكان كثيرا علي أن ألمس ماءه ورمله وأخطو بينهما .. أخطُّ بقدمي ثم أركض كي أرى الماء يمحو الأثر . كانت اللحظة أكبر مني ومن أن أسجلها فورا في كاميرا شعرية فبكيت .
كتب فراس خطيب:
في منتصف شهر أيار/ مايو الحالي سيتم الإعلان وبشكل رسمي في إسرائيل عن توصيات "لجنة دفرات"، التي يرأسها الخبير التربوي شلومو دفرات، والتي أعدّت خطة لإعادة المبنى التنظيمي والمنهجي في جهاز التربية والتعليم في إسرائيل. ومع الإقتراب من هذا اليوم يسود الضغط أرجاء وزارة التربية والوزيرة ليمور ليفنات والسلطات المحلية وحتى الطلاب أنفسهم. والقضية حتى الآن لا تحظى بإهتمام إعلامي نتيجة الإستفتاء على خطة "فك الإرتباط"، فقد كان من المفروض الإعلان عنها في تاريخ 2/5 الا أن الأوضاع السياسية أدت الى تأجيل الإعلان الى منتصف الشهر الحالي.
(الحلقة الثانية وقبل الاخيرة)
بقلم : داليا شحوري
كحال المؤرخ توم سيغف، فان د. اوري رام ايضا لا يرى في "ما بعد الصهيونية" ايديولوجية وانما اتجاه او تيار. ولكن خلافا لـ "سيغف" الذي قال لنا في سياق التقرير السابق (الحلقة الاولى من هذا الموضوع، راجع "المشهد"- العدد السابق) ان "الانتفاضة اجهزت على تيار ما بعد الصهيونية"، فان "رام" يعتقد ان تيار ما بعد الصهيونية ليس فقط لم يمت، بل انه لا يزال في بداية طريقه او حتى في طوره الجنيني. وحسب قوله (رام) فان ما بعد الصهيونية هي " الضد او عكس الموت. صحيح ان قلة قليلة هي التي ترفع هذا الشعار او تحمل هذا العنوان، ولكن الوضع ما بعد الصهيوني هو اوسع بكثير من هذا المعنى".
الصفحة 40 من 119