(الحلقة الثانية وقبل الاخيرة)
بقلم : داليا شحوري
كحال المؤرخ توم سيغف، فان د. اوري رام ايضا لا يرى في "ما بعد الصهيونية" ايديولوجية وانما اتجاه او تيار. ولكن خلافا لـ "سيغف" الذي قال لنا في سياق التقرير السابق (الحلقة الاولى من هذا الموضوع، راجع "المشهد"- العدد السابق) ان "الانتفاضة اجهزت على تيار ما بعد الصهيونية"، فان "رام" يعتقد ان تيار ما بعد الصهيونية ليس فقط لم يمت، بل انه لا يزال في بداية طريقه او حتى في طوره الجنيني. وحسب قوله (رام) فان ما بعد الصهيونية هي " الضد او عكس الموت. صحيح ان قلة قليلة هي التي ترفع هذا الشعار او تحمل هذا العنوان، ولكن الوضع ما بعد الصهيوني هو اوسع بكثير من هذا المعنى".
تبجح الحمائم وكأنهم صِدّيقون أبرار، ولذلك فان مهمتهم تنفذ بواسطة اريئيل شارون، يترك مطلب المستوطنين باجراء استفتاء شعبي كالمرض العضال الذي ينتشر كلما راكم المزيد من الشرعية. قيادات مجلس "ييشع" (مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع) يكررون من خلال تكتيك تكرار الكذب اجترار تلك "الحقيقة" الواهنة القائلة ان "اخلاء اليهود من منازلهم" ليس اخلاقيا، إلا ان كل شيء سيكون على ما يرام اذا قرر الشعب ذلك.
بقلم: دانئيل بن سيمون
لو كان بالامكان اعادة العجلة الى الوراء لكان سكان مستوطنة "موراغ" قد استرجعوا من ارئيل شارون " العضوية الفخرية" التي منحوها له وارسلوه الى جهنم وبئس المصير. فهم لا يستطيعون لغاية اليوم نسيان ذلك اليوم الذي عبرت فيه قافلة سيارات رئيس الوزراء بوابات المستوطنة. وقد ابتهج سكان المستوطنة بشكل خاص عندما علموا ان شارون فضلهم على الآخرين، حيث مورست ضغوط شديدة على شارون كي يقوم بزيارة مستوطنة تتمتع باهمية وحماية اكبر من مستوطنة "موراغ"، كـ "نافية دكليم" الواقعة وسط قطاع غزة. لكن شارون، الذي كان قد انتخب للتو لفترة ولايته الاولى لرئاسة الحكومة، اصر على زيارة المستوطنة الاكثر عزلة بين 17 مستوطنة في "غوش قطيف"، اي مستوطنة "موراغ".
في الخامس عشر من أيار/مايو 1948 أعلن دافيد بن غوريون باسم مجلس الشعب: "الحق الطبيعي للشعب اليهودي في أن يكون ككل الشعوب، يحكم نفسه بنفسه في دولته ذات السيادة". بعد 56 سنة من ذلك، في مقابلة لمناسبة احتفالات الاستقلال، يعلن الزعيم الجالس على كرسي بن غوريون، أنه يعلن لزعيم دولة أجنبية عن إزالة وعده بعدم قتل زعيم شعب مجاور. هكذا، عن غير قصد بالتأكيد، أكد اريئيل شارون، الذي اكتسب شهرة كمقاتل من أجل استقلال اسرائيل، ان نبوءة آباء الدولة لم تتحقق بكاملها.
كتب حلمي موسى:
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الرئيس الأميركي هاري
ترومان هدد أول رئيس للحكومة الإسرائيلية، دافيد بن غوريون، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل إذا لم يوافق على إعادة مئة ألف لاجئ فلسطيني عام 1949. وينطوي هذا الأمر على أهمية فائقة الآن بعد 56 سنة، حيث أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش قبوله الموقف الإسرائيلي الرافض لحق العودة الفلسطيني.
يعتبر موردخاي فعنونو ابرز أبطال الحقبة النووية، فقد خاطر بكل ما يملكه في الحياة في سبيل تحذير بلده والعالم من مدى الخطر النووي الذي يواجهنا. وبعد انتهاء عقوبة السجن 18 عاما حظروا على فعنونو مغادرة اسرائيل وقيدت اقامته في مدينة محددة ومنع من الاتصال بالاجانب وجها لوجه او عن طريق الهاتف او الفاكس او البريد الالكتروني، وهذه تعتبر إجراءات تأديبية صرفة لأن المعلومات السرية التي كان يملكها في السابق مضى عليها الآن عقدان من الزمن.
الصفحة 41 من 119