باتت البطالة، ما بعد انتهاء أزمة الكورونا، الهاجس الأكبر الذي يطارد الحكومة وبنك إسرائيل. والسؤال المطروح: ما نسبة البطالة المتبقية بعد عودة الاقتصاد إلى وتيرته الاعتيادية؟ وهناك فجوة كبيرة نسبيا في التقديرات بين وزارة المالية، الأكثر تشاؤما، وبنك إسرائيل الأكثر تفاؤلا. وفي المجمل، فإن التقديرات تتراوح ما بين 6% كأدنى حد، إلى 12% كأقصى حد، بدلا من 8ر3% قبل اندلاع الأزمة الاقتصادية.
أكدت تحليلات أمنية إسرائيلية متطابقة خلال الأيام القليلة الفائتة أن الأسبوع الأخير اتسم بعودة تدريجية إلى الأوضاع الأمنية المألوفة المعروفة خلال السنوات القليلة الماضية، وأنه بعد هدوء نسبيّ ساد في إثر تفشي فيروس كورونا، ونشوء فرص جديدة لتعاون مع دول من المنطقة، برزت مرة أخرى التحديات القديمة.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه واثق من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيسمح له بالوفاء بوعده الانتخابي في تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية في غضون بضعة أشهر من الآن.
جاء قرار عمير بيرتس، رئيس حزب العمل المتهاوي، للانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو الخامسة، سوية مع شريك له في كتلة العمل التي تضم 3 نواب فقط، كتحرير لحبل المقصلة لهذا الحزب، الذي تلقى الضربة القاضية في انتخابات آذار، بعد سلسلة ضربات أسميناها "قاصمة" في السنوات الأخيرة. في حين أن حزب ميرتس الذي تلقى هو أيضا ضربة قاصمة في تحالفه مع حزب العمل، ينتقل الآن لمرحلة صراع البقاء السياسي، غير أن تلاشي حزب العمل بصيغته الحالية قد يعطي ميرتس متنفسا، في صراعه للبقاء السياسي في المرحلة المقبلة.
كشفت إحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة عن رسالة أرسلها بيني غانتس، عبر مجموعات التواصل الاجتماعي، لزملائه في حزبه "أزرق أبيض"، بأن خياره الانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو قد يعني نهايته السياسية، ولكنه ادعى أن المصلحة العامة تطغى على حساباته الشخصية. إلا أن غانتس الذي فكك بيديه تحالفا قويا، لم تشهده إسرائيل منذ سنوات، أنهى بذلك ما من الممكن أن يميزه سياسيا، ويضعه على الخارطة البرلمانية. في المقابل، فإن أفيغدور ليبرمان كسر مرّة أخرى، كل التقديرات والرهانات، حتى بات لغزا سياسيا، ليس واضحا متى نهايته، لا بل إن تفكك تحالف "أزرق أبيض" قد يعطيه دفعة إضافية لولاية برلمانية أخرى مستقبلا.
لم يتوقع رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية بنيامين نتنياهو الضربة التي حملها له تقرير مراقب الدولة، وهو تقريره الأول، والذي كان عيّنه وسط انتقادات وتخوّفات من نوايا لتقليص وتسطيح مساءلة السياسيين في مسائل الفساد. هذا المراقب نشر الجزء الأوّل من التقرير السنويّ للعام 2019 والذي يعرض نتائج الرقابة على الأجسام التي تُخْضع للرقابة، في أسوأ توقيت بالنسبة للزعيم اليميني الاسرائيلي: انتشار وباء الكورونا. وذلك لأنه يتضمن فصلا خاصا عن القصور المتأصل لدى جهاز الحكم الإسرائيلي فيما يتعلق بالاستعداد لمواجهة أوبئة.
الصفحة 159 من 324