هل ما زال بالإمكان عملياً الاستمرار في فكرة حل الصراع العربي الإسرائيلي على أساس قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل؟ المعطيات على الأرض تشي بالنفي وعدم الإمكانية. فمكونات إقامة دولة فلسطينية ذات شكل وسيادة وتواصلية ترابية ظلت تقل شيئاً فشيئاً في ضوء السياسات الإسرائيلية الاستيطانية التوحشية.
فيما تواصلت الاجتهادات للتكهن بملامح الخطة المعدّلة التي أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، أنه يعكف على بلورتها لطرحها على حكومته كخطة بديلة لخطة الفصل الأحادي التي أجهضها حزب "الليكود" في الاستفتاء، رأى سياسيون اسرائيليون بارزون ومعلقون كبار أن ذلك مجرد لغط مستبعدين أن ترى أية خطة جديدة تتحدث عن انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بغض النظر عن حجمه، النور في ظل الصفعة المدوية التي وجهها أعضاء الليكود الى زعيمهم "الذي بات مجرد مطيّة لليمين المتطرف"، على ما يكتب دان مرغليت في صحيفة "معاريف" مضيفاً أن كلام شارون عن خطة معدّلة ليست سوى وهم ذاتي " بعد أن حسم الليكود موقفه واختار العيش على حد السيف"، مستبعداً أن يكون بوسع رئيس الحكومة التحرك حتى خطوات صغيرة ازاء انتصاب قامات اليمين المتطرف الذي سيحركه كأداة تخدم مصالحه.
في حديث خاص مع "المشهد الإسرائيلي" قالت المتحدثة بإسم الخارجية الإسرائيلية، عميرة أورون، ردا على تقرير "مركز متابعة اللاسامية والعنصرية ضد الأجانب" في أوروبا، الذي يتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرًا له : " نحن نعترف بأن المعطيات خطيرة ، وتحتاج منا إلى إعادة النظر أكثر من مرة. هذا الملف ليس سهلاً، نحن في إسرائيل سنضع معالجة هذه الظاهرة في مقدمة سلم أولوياتنا ولن نمر عليه مر الكرام. سنحاول تعميم القضية في التعليم وأجهزة أخرى مختلفة".
قال "الوف بن"، المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، ان الولايات المتحدة ستعد اسرائيل انه لدى اقرار الحدود النهائية ضمن اتفاق دائم مستقبلي مع الفلسطينيين سيؤخذ في الاعتبار "الواقع في الميدان"، ولن تطالب اسرائيل بالانسحاب الى خطوط الهدنة (الخط الاخضر) في الضفة الغربية.
الصفحة 852 من 1047