من النادر ان تعرض القوة العسكرية الأعظم في المنطقة، وهي إسرائيل، آمالا صغيرة. فقد دأبت عبر السنين لتبرير حملاتها العسكرية بلا شيء أقل من "القضاء على الإرهاب" او تقريب تحقيق السلام. لكن مع مرور الوقت تلاشت هذه التبريرات وصارت تتمحور غالبا حول "مكافحة الإرهاب" بوصفه آفة لا سبيل الى القضاء عليها او "الدفاع عن النفس" تعبيرا عن الاحساس بالظلم. ويبدو ان انشغال العرب من جهة والعالم بأسره من جهة أخرى بقضايا أخرى، ترك إسرائيل والفلسطينيين وجها لوجه في مواجهة دامية لا سبيل للفكاك منها.
"المشهد الاسرائيلي": جاءنا من "ميثاق المعروفيين الأحرار" في الداخل البيان التالي:
نشرت بعض وسائل الاعلام، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية، خبراً عن تسلم ضابط درزي مهام رئيس وحدة حرس الحدود في الشرطة الاسرائيلية، مضمنة الخبر معلومات عن الوحدة وتركيبتها، مبرزة دور الدروز ونسبتهم فيها.
رداً على ذلك يرى "ميثاق المعروفيين الاحرار" الآتي:
من أسعد تلحمي:
ما زال الارتباك سيد الموقف في الساحة الحزبية في إسرائيل ويحول دون تمكن رئيس الحكومة، اريئيل شارون، من توسيع ائتلافه الحكومي على رغم إعلان قيادة حزب الوسط العلماني "شينوي" استعدادها الجلوس في حكومة واحدة مع حزب المتدينين من الاشكناز (يهدوت هتوراة) في حكومة واحدة، وذلك حيال تلميحات قادة حزب المتدينين المتمثل في الكنيست بخمسة نواب فقط رفضهم الشراكة مع "شينوي" على خلفية مناصبة الأخير عداء كبيراً لهم وطرحه عدداً من الشروط لقاء التعاون معهم.
على الرغم من تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي منذ أن وقّعت على البروتوكول الإضافي للحد من انتشار الأسلحة النووية، فإن القلق الإسرائيلي إزاء البرنامج النووي الإيراني خرج من دائرة الأجهزة الأمنية والعسكرية الى مجال الإعلام والجهود الديبلوماسية. ومن يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأيام وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين يستنتج بأن إسرائيل مستعدة لعمل كل ما هو ممكن لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، خصوصاً وأن إسرائيل ترى أن امتلاك إيران لمثل هذه الأسلحة سيقلب مفاهيمها العسكرية من نوع: التفوّق ـ القدرة على شن الحرب الوقائية ـ خوض الحرب على أرض العدو... رأساً على عقب.. لتجد نفسها أمام مفاهيم الردع النووي وتوازن الرعب وجهاً لوجه مع إيران، إذ يقول المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان في مقالة له تحت عنوان (جيش الدفاع يستعد للقنبلة النووية الإيرانية عام 2005): مع وصول إيران الى نقطة اللاعودة في مجال تخصيب اليورانيوم وهي التي تسمح بإنتاج قنبلة نووية بعد عام، فإن إسرائيل باتت أمام قواعد صعبة جديدة في الشرق الأوسط أدخلتها في سباق مع الزمن.
الصفحة 851 من 1047