يبدو أن خطة شارون بشأن الانسحاب الأحادي، من قطاع غزة (مع أربعة مستوطنات من شمالي الضفة)، تسير على قدم وساق، فالحكومة الإسرائيلية تحثّ الخطى في هذا الاتجاه، إذ وفّرت القرار السياسي اللازم، وأقرّت التعويضات لإخلاء المستوطنين، وأمّنت القوى الأمنية، الموكل بها تأمين نجاح هذه الخطة.
اعتبر المعلقون الاسرائيليون في الشؤون الحزبية تصديق البرلمان الاسرائيلي (الكنيست)، مساء الثلاثاء على الموازنة العامة للعام 2005 انتصاراً شخصياً كبيراً لرئيس الحــكومة ارييل شارون أزال من طريقه العقبة الأصــعب أمام تنفيذ خطة الانسحاب من قــطاع غزة وتفكيك المستوطنات اليهودية فيه، لكنهم أشاروا في الآن ذاته الى أن شارون خسر عملياً حزبه «ليــكود» الذي بات يضم غالبية واضحة تعارض خطواته السياسية وقد تفـــلح في إطــاحة شــارون عن زعامة الحزب في الانــتخابات الداخلية التي ستسبق الانتخابات العامة المقررة أواخر العام المقــبل من دون استــبعاد تقديم موعدها.
بدا أغلب المعلقين الإسرائيليين في واد والواقع في لبنان في واد آخر. إذ راهن معظم هؤلاء على أن سوريا سوف تماطل في التجاوب مع مبدأ سحب قواتها من الأراضي اللبنانية وان هذا سوف يترك الباب مفتوحا أمام مواصلة الضغط الدولي. ومع ذلك هناك بين المعلقين والباحثين في إسرائيل من حاول الاقتراب قدر الإمكان من الواقع ومشاهدة تعقيداته. وقد رأى هؤلاء ما لم يره المعلقون الذين يستقون آراءهم من أجهزة الحكم الإسرائيلية أو من وكالات الأنباء العالمية.
كتب الكثير عن وسائل الإعلام الإسرائيلية وعن ماهية أدائها للدور المفترض بوسائل إعلام الدول الديمقراطية أن تؤديه، خصوصًا في فترات الأزمات. لكن الاستطلاع العام الذي تجريه مرة كل سنتين مجلة "العين السابعة" المتخصصة في شؤون الاتصال والصادرة عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ينفرد بتناوله لهذا الموضوع من زاوية شديدة الخصوصية- هي زاوية رؤية الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم لهذا الأداء.
الصفحة 705 من 1047