كتب برهوم جرايسي:
اضطر وزير العدل الإسرائيلي، حاييم رامون، يوم الأحد الأخير، إلى تقديم استقالته من منصبه الوزاري، ولسحب حصانته البرلمانية طوعا تمهيدا لمحاكمته بتهمة التحرش الجنسي بشابة مجندة في الخدمة الإلزامية، عملت في مكتب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة إيهود أولمرت، في نفس اليوم الذي نفذ فيه حزب الله هجومه على فرقة عسكرية إسرائيلية، وقبل ساعة من إقرار الحكومة الإسرائيلية المقلصة قرار شن الحرب على لبنان.
منذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية على لبنان، في 14 آب 2006، تتراكم إشارات إلى احتمال أن تكون الجولة المقبلة من "الصدام العسكريّ المسلح"، التي ستخوضها إسرائيل- لا يهمّ متى- في مواجهة إيران، ليس فقط بسبب ما تزعمه الأولى بشأن دعم الأخيرة غير المحدود، سوية مع سوريا، لمنظمة حزب الله، وإنما أيضًا على خلفية ما يسمى بـ"الملف النووي الإيراني"، الذي يشغل كذلك دولاً أخرى في المنطقة والعالم والذي وصل إلى مفترق طرق حرج للغاية. ويتمثل آخر هذه الشواهد في ما كشف عنه النقاب المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" بشأن تعيين قائد سلاح الجو الإسرائيلي قائدًا لما أسماه بـ"جبهة إيران العسكرية"، حيث ستكون وظيفته بلورة خطط حربية ضد إيران وإدارة هذه الخطط في حال اندلعت حرب ضدها.
ثلاثة وثلاثون يوما من الحرب. أكثر من أي حرب مضت منذ العام 1949.
لدى الطرف الإسرائيلي: 154 قتيلا - منهم 117 جنديا. 3970 صاروخا. 37 قتيلا من المدنيين. أكثر من 422 جريحا.
لدى الطرف اللبناني: حوالي ألف قتيل من المدنيين وآلاف المدنيين الجرحى، وعدد غير معروف من مقاتلي حزب الله القتلى والجرحى.
أكثر من مليون لاجئ، هنا وهناك.
ما الذي جنيناه بهذا الثمن الباهظ؟
قال مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إنه يعارض بشدة تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في أحداث حرب لبنان الأخيرة. ولا يزال موقفه أن "لا شيء يمكن التحقيق فيه في إدارة الحكومة الإسرائيلية بعدما عملت من منطلق معايير سياسية". في هذه الأثناء بدأ الجيش يعترف بأن هناك إخفاقات في الحرب، فيما اعتبره البعض لهجة جديدة تنم عن استيعاب تصاعد الغضب الشعبي.
الصفحة 570 من 1047