المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 858

أصبح حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، بقيادة أفيغدور ليبرمان، ثالث أكبر حزب في إسرائيل، بموجب استطلاعات الرأي الأخيرة، التي تنبأت بحصول هذا الحزب على 19 مقعدا في الكنيست. وذكرت صحيفة معاريف، اليوم الاثنين – 9.2.2009، أنه في حال تحققت نتائج الاستطلاعات بالنسبة لهذا الحزب في الانتخابات العامة التي ستجري غدا، الثلاثاء، فإنه سيصبح حزبا مركزيا في أي تحالف حكومي سيتم تشكيله، ما يؤهل ليبرمان للمطالبة بتولي حقيبة وزارية هامة، مثل الدفاع أو المالية، خصوصا في حال تحققت توقعات الاستطلاعات وشكل الحكومة المقبلة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو.

 

ونقلت معاريف عن قياديين في الليكود قولهم إنه في حال طلب ليبرمان خلال المفاوضات لتشكيل التحالف تولي وزارة الدفاع، فإن نتنياهو لن يتمكن من رفض وتجاهل طلب كهذا. وأوضح القياديون في الليكود أن نتنياهو يفضل تشكيل حكومة وحدة واسعة تضم أحزاب كديما و"إسرائيل بيتنا" والعمل، ولذلك فإنه سيضطر إلى مواجهة مطالبة ليبرمان بحقيبة الدفاع. ولم تستبعد مصادر في "إسرائيل بيتنا" أبدا إمكانية أن يطرح ليبرمان طلبا كهذا، وخصوصا إذا تحققت الصورة الظاهرة من الاستطلاعات بأن حزب العمل سيكون في المكان الرابع. وبحسب معاريف فإن هذا الوضع يقلق رئيس العمل، ايهود باراك، الذي يخشى من عدم بقائه في وزارة الدفاع.

ويستبعد نتنياهو والليكود تشكيل حكومة يمينية من دون كديما والعمل. ونقلت تقارير صحفية عديدة، خلال الأسبوع الأخير، عن نتنياهو قوله في اجتماعات مغلقة، إنه يفضل أن يتولى باراك حقيبة الدفاع في حكومته، أو وزير المواصلات الحالي ووزير الدفاع الأسبق، شاؤل موفاز، من حزب كديما كأفضلية ثانية، ويبقي رئيس أركان الجيش الأسبق ومرشح الليكود، موشيه يعلون، كأفضلية ثالثة. ويدرس نتنياهو، في هذه الحالة، احتمال تعيين ليبرمان في وزارة المالية، على الرغم من تصريحاته خلال الحملة الانتخابية بأنه سيبقي هذه الحقيبة بأيدي الليكود. لكن هذه الإمكانية خاضعة لمصادقة المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، مناحيم مزوز، بسبب التحقيق الجاري ضد ليبرمان بشبهة حصوله على أموال طائلة ومجهولة المصدر.

ويشار إلى أن ليبرمان لم يعلن حتى الآن على من سيوصي أمام الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، لتكليفه بتشكيل الحكومة. وكان يعلون قد قال هذا الأسبوع إن ليبرمان قد يوصي بتكليف رئيسة كديما، تسيبي ليفني، في حال تبين بعد الانتخابات أن قوة الليكود وكديما متقاربة. لكن التقديرات في الليكود أن ليبرمان يحاول بصمته رفع "ثمنه". وقال قياديون في الليكود إنه في حال لم يحصل ليبرمان على وزارة المالية فإنه سيحصل على "حقيبة جيدة" يتم تفصيلها خصيصا له وتشمل وزارة اقتصادية وصلاحيات واسعة ومنصب نائب رئيس الحكومة وعضوية في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية.

في غضون ذلك وصلت الحملة الانتخابية أوجها، أمس، وتميزت بتصريحات يمينية أطلقها نتنياهو. وفي محاولة لاستقطاب الناخبين اليمينيين قام نتنياهو بجولة في هضبة الجولان، أمس، وحرص على أن يرافقه فيها مرشحون في قائمة الليكود المعروفون بأفكارهم اليمينية، وهم يعلون والقائد السابق للجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط يوسي بيلد والوزير السابق بيني بيغن، وعضو الكنيست اليميني المتطرف افي ايتام. وقال نتنياهو "لقد جئت من القدس مع زملائي من اجل زرع شجرة في الجولان. وأنا أقول إنه لن يتم تقسيم القدس ثانية والجولان سيبقى بأيدينا، فقط بشرط أن يفوز الليكود". وأضاف أن "من يريد حدودا بالإمكان الدفاع عنها عليه أن يصوت إلى الليكود". وتضاف هذه التصريحات إلى تصريحات سابقة أطلقها نتنياهو حول رفضه الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية بادعاء أنها مطلة على وسط إسرائيل وخصوصا على مطارها الدولي، وتأكيده على استمرار حكومة برئاسته في توسيع المستوطنات في الكتل الاستيطانية الكبرى.

 

وفي مقابل ذلك، سعت ليفني، خلال خطاب في المهرجان الانتخابي الختامي لكديما، أمس، إلى محاولة جذب ناخبين من حزبي العمل وميرتس. وقالت ليفني إنه "في الأيام التي ساد فيها اليأس، أثبتنا أن بإمكاننا منح الأمل. وأثبتنا أيضا أن الأمن ليس حكرا على اليمين فقط والسلام ليس حكرا على اليسار فقط. ولدي القوة الكافية للتحدث باسم القاسم المشترك وليس باسم الخوف واليأس والكراهية". وأضافت في إشارة ضمنية إلى نتنياهو أن "قيادة منشغلة في التخويف لا يمكنها أن تقترح الأمل أو التحدث بمصطلحات الوحدة".

 

من جانبه أعلن رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، عن دعمه لكديما وليفني وعبّر عن أمله بأن يتم انتخابها لرئاسة الحكومة. وتأتي أقوال أولمرت على الرغم من العلاقات المتوترة بينه وبين ليفني على خلفية مطالبته بالتنحي عن منصبه بعد استقالته في أعقاب الكشف عن الشبهات الجنائية ضده.

 

ويركز حزب العمل في اليوم الأخير للحملة العربية على تكثيف تهجماته ضد كديما وليفني، في محاولة لجذب الناخبين الذين ما زالوا مترددين لمن سيصوتون، لكنهم يؤيدون أحزاب الوسط – يسار الصهيونية. ويتجول القيادي في العمل ووزير البنية التحتية، بنيامين بن اليعزر، في المدن والقرى العربية في محالة لجلب أصوات لحزبه.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات