طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقاء عقده مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، الفلسطينيين بتنفيذ خطوات تجاه إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أبلغ المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، بأنه في حال تم التوصل إلى اتفاق حول تجميد الاستيطان فإنه لن يشمل أعمال بناء جارية في هذه الأثناء. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 2.7.2009، عن نتنياهو قوله خلال لقاء في القدس مع السفراء الأوروبيين ال27، أمس الأول الثلاثاء، إن "الكثيرين من الإسرائيليين مستعدون لتقديم تنازلات كثيرة للفلسطينيين. لكن ثمة أمر واحد هم ليسوا مستعدين له، وهو أن يكونوا مغفلين. ولذلك فإنه إذا أراد أحد أن أجمد الاستيطان فإني أتوقع أن يمنح الفلسطينيون المقابل لذلك".
ولا تزال إسرائيل ترفض المطلب الدولي بأن تجمد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وادعى متحدثون إسرائيليون إنه فيما ترفض دول عربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل فإنه لا يمكن مطالبتها بتنفيذ خطوات مثل تجميد الاستيطان. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله، أمس، إن الإدارة الأميركية لم تنجح حتى الآن في الحصول على تعهد من الدول العربية لتنفذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف المصدر أن لقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لم تسفر عن موافقة سعودية على تشجيع بقية الدول العربية، مع التشديد على دول الخليج، لتنفيذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. واعتبر المصدر الإسرائيلي إنه "في وضع كهذا لن يكون بإمكان الأميركيين الاستمرار في مطالبة إسرائيل فقط بتنفيذ بوادر نية حسنة مثل تجميد البناء في المستوطنات".
وفي مقابل ذلك نقلت هآرتس عن مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض الأميركي قوله ردا على ذلك إن "محادثات الإدارة الأميركية مع دول عربية ما زالت مستمرة بهدف الحصول على بوادر نية حسنة تجاه إسرائيل ونحن نأمل بأن نرى نتائج ذلك قريبا".
وأفادت هآرتس بأنه خلال لقاء باراك مع ميتشل في نيويورك، أمس الأول، تم البحث في صفقة واسعة تنفذ إسرائيل من خلالها "خطوات هامة" لتقليص أعمال البناء في المستوطنات. وادعى باراك أن أي خطوة إسرائيلية في المستوطنات ستجري فقط في حال حصلت إسرائيل على ضمانات بأنه ستكون هناك خطوات من جانب دول عربية وأن هذا الأمر سيؤدي إلى استئناف المفاوضات باتجاه تسوية إقليمية شاملة. ومضى باراك قائلا إنه في حال تم بلورة صفقة شاملة كهذه فإن إسرائيل ستدرس إمكانية الموافقة على تجميد مؤقت لأعمال البناء في المستوطنات، بدون أن يشمل ذلك أعمال بناء قرابة ألفي وحدة سكنية جاري بناؤها في هذه الأثناء.
يشار إلى أن ميتشل سيزور إسرائيل بعد أسبوعين لعقد لقاء مع نتنياهو. وقدر مصدر سياسي إسرائيلي أنه حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق أميركي – إسرائيلي بخصوص المستوطنات فإنه سيتم تقليص الفجوة بين موقفي الجانبين. وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه من الجائز أن يطلب نتنياهو أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في الموضوع من خلال لقاء مع أوباما في واشنطن خلال الشهرين المقبلين.