تجري في الأيام الأخيرة جهود حثيثة على أعلى المستويات في المنطقة بهدف إنقاذ التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. لكن من جهة ثانية، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء – 23.12.2008، عن مسؤول أمني إسرائيل رفيع المستوى قوله إن "كافة الاستعدادات لشن عملية عسكرية في قطاع غزة مستمرة مثلما تم التخطيط لها". وفي مسعى لإنقاذ التهدئة، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، إن الرئيس المصري، حسني مبارك، دعا وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، إلى لقائه في القاهرة، بعد غد الخميس. كذلك نقلت صحيفة الأهرام عن القيادي في حماس، محمود الزهار، قوله إن حماس مستعدة للعودة إلى التهدئة بموجب شروط التهدئة التي تم التوصل إليها في شهر حزيران الماضي.
وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، أن إسرائيل كانت قد اتخذت قرارا، أمس، بشن هجوم جوي ضد حماس في غزة في حال تجدد إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون باتجاه جنوب إسرائيل، لكن تم الحفاظ على سرية موعد هذا الهجوم. ويبدو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه حماس، أمس، لمدة 24 ساعة، منع شن الهجوم الجوي الإسرائيلي. وبرز انخفاض حدة القتال أمس، إذ سقط في جنوب إسرائيل صاروخا قسام وبضع قذائف هاون.
من جهة ثانية هاتف وزير الخارجية المصري، أحمد ابو الغيط، ليفني أمس، وأبلغها بدعوة مبارك لها بزيارة مصر، بعد غد، بهدف منع تصعيد الأوضاع الأمنية في القطاع ومنع عملية عسكرية إسرائيلية في القطاع. واعتبرت يديعوت أحرونوت، اليوم، أن اختيار مبارك أن يدعو ليفني، رئيسة حزب كديما والمرشحة لتولي منصب رئيس الحكومة، وليس رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، أو وزير الدفاع، ايهود باراك، اللذان بأيديهما القرار بشن هجوم ضد غزة، من شأنها أن تشكل "مقولة سياسية من جانب مبارك عشية الانتخابات في إسرائيل". لكن تجدر الإشارة إلى أن ليفني دعت مؤخرا عدة مرات إلى شن هجمات واسعة في القطاع.
وفي سياق الاستعدادات لاحتمال حدوث تصعيد أمني في القطاع، قال مسؤول أمني رفيع ليديعوت أحرونوت إنه بالنسبة لإسرائيل فإن "ساعة الاستعدادات العسكرية ما زالت موقوتة كما تم التخطيط لها. وإذا حافظت حماس فعلا على هدوء كامل خلال ال24 ساعة على الأقل، فعندها فقط بالإمكان البدء في التفكير في وقف الساعة الموقوتة". وأضاف أنه "بالنسبة لنا لم يسجل يوم هدوء أمس، وحتى أن حماس لم تطبق الشرط الذي وضعته هي من أجل تمرير مساعدات إنسانية إلى القطاع. ولذلك المعابر مغلقة ولم يتم أيضا السماح بعبور قافلة مساعدات إنسانية أرسلها المصريون".
من جانبه قال الزهار للأهرام إن حماس "مستعدة للعودة إلي التهدئة إذا التزمت إسرائيل بشروط هذه التهدئة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر حزيران الماضي، وسيتم تقويم الموقف بعد انتهاء فترة وقف إطلاق الصواريخ لمدة يوم واحد، وإذا كانت هناك مستجدات إيجابية فسيتم تمديد هذا الموقف".
ونقلت هآرتس مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن جهة دولية تحاول التوسط لاستئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس. لكن المصادر الإسرائيلية رفضت الإفصاح عن هوية الجهة الدولية، بسبب حساسية الموقف، لكنهم أشاروا أنه لا تزال تجري اتصالات أولية وحسب.