الشرطة تجري جلسة تحقيق لمدة ساعتين مع رئيس الحكومة، بعد غد الجمعة وتولي أهمية كبيرة لاعترافه، كونه لا ينفي الطريقة التي حصل فيها على أموال من تالانسكي أو حتى حصوله على أموال، ليبقى الخلاف حول حجم المبالغ * استمرار الصراع على رئاسة كديما
"المشهد الإسرائيلي"- خاص
كشفت صحيفة معاريف النقاب، اليوم الأربعاء – 9.7.2008، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، اعترف خلال تحقيق الشرطة معه أنه تلقى أموالا نقدية كانت داخل مغلفات وذلك خلال لقاءين عقدهما مع المليونير الأميركي اليهودي موريس تالانسكي. وقال أولمرت لمحققي الشرطة إن المغلفات اشتملت على "بضع مئات الدولارات فقط". وأشارت الصحيفة إلى أنه تلقى ألفي دولار في هذه المغلفات. وادعى أولمرت أنه حصل على هذه المبالغ لتغطية مصاريف سفر لحفلات خيرية نظمها تالانسكي. كذلك اعتبر أن حصوله على هذه الأموال هو أمر شرعي ومقبول وقانوني ومنطقي، إضافة إلى أن الجميع يفعل ذلك ولا توجد أية مشكلة.
وبحسب الصحيفة فإن أولمرت يرى سير تحقيق الشرطة مع تالانسكي على النحو التالي: عندما كان المحققون يسألونه حول ما فعله أولمرت بالمال كان يرد في كل مرة بإجابة مختلفة. وتبنى المحققون الإجابة التي اعتبروها جيدة بالنسبة لهم ودربوا تالانسكي عليها ليدلي بها خلال إفادته أمام المحكمة. ويعتزم المحامون الذين يمثلون رئيس الحكومة التركيز على الروايات الأخرى التي وردت في إجابات تالانسكي خلال الاستجواب المضاد أمام المحكمة المركزية في القدس في 17 تموز الحالي.
ويشار إلى أن الإفادات التي جمعتها الشرطة تدل على أن الأمور جرت عكس ذلك تماما وأن أموالا كبيرة وصلت أولمرت من تالانسكي، إضافة إلى قروض بأموال نقدية. وستجري الشرطة جلسة تحقيق لمدة ساعتين مع أولمرت، بعد غد الجمعة. وتولي الشرطة أهمية كبيرة لاعترافه، كونه لا ينفي الطريقة التي حصل فيها على أموال من تالانسكي أو حتى حصوله على أموال، ليبقى الخلاف حول حجم المبلغ. ففيما يعترف بالحصول على ألفي دولار يشدد تالانسكي على أنه منحه ما يقارب 150 ألف دولار.
من جهة ثانية أفادت صحيفة هآرتس، اليوم، أن الشرطة حققت مع مقربة من أولمرت، تدعى شارون تسور، وهي ناشطة سابقة في حزب الليكود وتعيش في الولايات المتحدة. وبحسب إفادة تالانسكي في الشرطة فإن تسور كانت حاضرة في أحد اللقاءات بينه وبين وأولمرت وكانت شاهدة على تسليم أولمرت مغلفا يشمل أموالا نقدية. كذلك فإن تسور، التي ترأس جمعية لتجنيد الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، مشتبهة بأنها أحد الذين مولوا مكوث أولمرت في فندق في نيويورك. وأضاف هآرتس أن الشرطة حققت مع المستشار السياسي الأميركي، زئيف فورست، وخصوصا حول ما إذا كان قد حصل على أموال من أولمرت، تلقاها الأخير من تالانسكي.
في غضون ذلك يتواصل الصراع على رئاسة حزب كديما في الانتخابات التمهيدية الداخلية، التي ستجري في الحزب بعد شهور.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، عن وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، قولها إنه سيتعين على أولمرت الانصراف والاستقالة من منصبه بعد الانتخابات الداخلية.
وكان وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، قد أعلن عن موقف مشابه خلال مؤتمر صحافي عقده في الكنيست، الأسبوع الماضي.
ودعت ليفني، خلال اجتماع لكتلة كديما في الكنيست، إلى تسريع عملية تحديد موعد الانتخابات التمهيدية في الحزب. وأوضحت أنه بعد هذه الانتخابات "سيتعين على أولمرت الانصراف إلى بيته، وأنه في شهر تشرين الأول سيكون هناك رئيس حكومة جديد. ومن الواضح أن حزب العمل لن يوافق على الاستمرار في التواجد في حكومة برئاسته".
من جانبه هاجم أولمرت ليفني، لكن من دون أن يأتي على ذكر اسمها. وتساءل ردا على أقوالها "ما سبب هذا الهلع؟ لدينا اتفاق مع العمل وسوف نلتزم به. لا ينبغي الدخول في أية تعقيدات وأية حالة فزع ويتوجب عدم المبالغة".
يذكر أن حزبي كديما والعمل وقعا اتفاقا مؤخرا يقضي بعدم قيام العمل بأي خطوة من شأنها إسقاط الحكومة، بما في ذلك معارضة مشروع قانون حل الكنيست في حال تم طرحه على جدول أعمال الكنيست، وذلك حتى تعيين موعد للانتخابات التمهيدية في كديما لاختيار رئيس له.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, هآرتس, قانون حل الكنيست, كديما, الليكود, الكنيست, رئيس الحكومة, آفي ديختر