صحيفة هآرتس: هدف "عملية شتاء دافئ" هو وقف إطلاق القذائف الصاروخية على مدينة عسقلان وإرغام حماس على إخراج هذه المدينة من "ميزان الرعب" * صحيفة معاريف: أولمرت أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بأن يواصل العملية العسكرية حتى نهاية الأسبوع
"المشهد الإسرائيلي":
لوّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، اليوم الأحد- 2/3/2008- مجددا بشن عملية عسكرية واسعة يجتاح الجيش الإسرائيلي من خلالها قطاع غزة، فيما قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن حركة حماس طالبت إسرائيل بوقف إطلاق النار. وقال باراك في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم إن "من يقول إنه لن تكون هناك عملية عسكرية كبيرة في القطاع فإنه يتحدث على مسؤوليته، فالعملية وشيكة وملموسة ونحن لا نرتدع منها".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستغتال قياديين في حماس بينهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية قال باراك إن "هذا وقت للعمل وليس للكلام ويفضل الامتناع عن إطلاق التصريحات الزائدة التي توفر معلومات مجانية لحماس حيال نوايانا".
وأوضح أن هدف العملية الواسعة هو "اجتثاث إطلاق صواريخ القسام وإضعاف حماس والانفصال المطلق عن القطاع". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تأكيدها على أن غارة إسرائيلية استهدفت الليلة الماضية مقر هنية.
وشدد باراك على أن العملية العسكرية، التي بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها فجر أمس السبت وأطلق عليها اسم "شتاء دافئ"، هي ليست العملية الواسعة. وزعم أن معظم القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا في الأيام الماضية هم "من المسلحين".
واعتبر باراك إن إسرائيل لا تتحمل وضعا يتواصل فيه إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، وقال "لقد تحدثت مع عدد كبير من زعماء العالم ومررنا للعالم رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لا يمكنها ولا تعتزم الموافقة على هذا الوضع وردنا كان مستوجبا والتدهور الحاصل هو على مسؤولية حماس التي ستتحمل النتائج أيضا".
وحول استهداف القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في القطاع قال باراك "ليس لدينا شيء ضد مواطني غزة لكن المسؤولية يجب أن تقع على كاهل مطلقي القذائف الصاروخية، وسنكون سعداء بالامتناع عن تنفيذ غارات لكننا سنضرب كل الذي يهدد أمننا".
وقالت صحيفة هآرتس اليوم إن هدف عملية "شتاء دافئ" هو وقف إطلاق القذائف الصاروخية قسام وغراد على مدينة عسقلان (أشكلون) وإرغام حماس على إخراج هذه المدينة من "ميزان الرعب".
وأضافت هآرتس أنه فيما تطلب الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة استمرار العملية العسكرية الحالية فإن عسكريين في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي يتوقعون أن استمرار القتال قد يؤدي إلى تدهور الوضع إلى حد يتم فيه اتخاذ إسرائيل قرارا بشن عملية عسكرية واسعة.
كذلك نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم عن باراك قوله إن "الجيش الإسرائيلي يوجه ضربات لحماس وسيواصل توجيه الضربات لها بقوة أكبر". وأضافت الصحيفة أن قوات لواء غفعاتي، التي تنفذ العملية العسكرية في القطاع، بمساندة سلاح المدرعات والطيران الحربي، انتقلت قبل عشرة أيام لمنطقة القطاع بعدما أجرت تدريبات في شمال إسرائيل وقامت بنشاط عسكري في الضفة الغربية.
ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن القوات تواجه منظمة عسكرية لا منظمة أنصار، ووصف القتال في القطاع منذ فجر أمس بأنه "معقد وصعب في منطقة مكتظة وهناك عدد كبير من المخربين واحتكاك كبير داخل أحياء ومن الصعب التعرف على مصادر النيران".
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، صادق خلال محادثة هاتفية أجراها مع باراك في نهاية الأسبوع الماضي على اغتيال قيادة حماس في القطاع، كما أن مقربين من أولمرت يستبعدون شن عملية عسكرية واسعة خلافا لما يقوله باراك.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل رفضت توجهين من حماس عبر مصر طالبت فيهما الحركة بوقف إطلاق النار في القطاع والضفة. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية فإن "إسرائيل ليست مستعدة لوقف نشاطها العسكري في الضفة والذي يتركز على إحباط عمليات وضرب مخططيها". كذلك أشارت مصادر في مكتب أولمرت إلى أنه حتى مساء أمس السبت لم تتلق إسرائيل من "أي جهة دولية" طلبا بوقف إطلاق النار علما أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالب إسرائيل بوقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة معاريف اليوم أن أولمرت أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بأن يواصل العملية العسكرية "شتاء دافئ" حتى نهاية الأسبوع، فيما سيعقد أولمرت اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية يوم الأربعاء المقبل.