قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت مساء الأربعاء 23/1/2008 إنه غير نادم على قراراته "الأساسية" التي اتخذها في حرب لبنان الثانية ولا على قرارات تتعلق بمجالات أخرى. ورأى المعلقون في هذا القول إصرارًا على البقاء في منصبه قبل نحو أسبوع من نشر تقرير لجنة فينوغراد، التي تتقصى وقائع تلك الحرب.
وقال أولمرت، في خطابه الذي اختتم فيه مؤتمر هرتسليا السنوي الثامن "لست نادمًا على القرارات الأساسية، لا تلك المتعلقة بحرب لبنان، ولا تلك المتعلقة بأحداث أخرى"، ربما في إشارة إلى اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء الإسرائيلية في السادس من أيلول الماضي.
وأضاف "تم ارتكاب أخطاء وكانت هناك إخفاقات لكن تم استخلاص العبر وتصحيح الأخطاء وتغير نمط العمل. وفي الأساس فإن القرارات التي اتخذناها منذئذ جلبت هدوءا أكثر وازدهارا أكبر وإرهابا أقل"، مستبقا بذلك زلزالا سياسيا يتوقع أن يحدث في إسرائيل مع صدور تقرير لجنة فينوغراد النهائي يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل.
وتابع أن "الوضع الحالي عند الحدود الشمالية (مع لبنان) أفضل بما لا يقاس مع ما كان عليه في الماضي، والهدوء يسود شمال البلاد منذ (انتهاء) حرب لبنان الثانية".
وأردف "لا يوجد احتكاك يومي وإطلاق قذائف أو صواريخ.. وهذا لم يستمر يوما ولا شهرا وإنما 18 شهراً" منذ انتهاء حرب لبنان في آب من سنة 2006.
واعتبر أولمرت أن هذه "أطول فترة من الهدوء منذ 25 عاما والشمال ينمو".
وتطرق أولمرت إلى ترميم حزب الله لقوته بعد الحرب، وقال "لا شك أن حزب الله عزز قوته كثيرا وأصبح لديه قذائف أكثر وصواريخ أكثر وأسلحة بعضها حديثة".
لكنه تساءل "لولا الحرب في 2006 هل سيكون لديهم (سلاح) أقل؟ هل كان ينقصهم أدوات حرب؟".
وتابع "هل هذا الوضع الأكثر أمنا؟ لا، لا يمكن إلغاء إمكان تجدد القتال لكن الوضع الحالي أفضل بما لا يقاس مع ما كان".
وقال أولمرت إن "الحقيقة التي لا يمكن مناقشتها هي أن حزب الله غير منتشر في مقابل إسرائيل في الشمال ومقاتليه لا يحاربون مقاتلينا وللمرة الأولى انتشر الجيش اللبناني عند الحدود مع إسرائيل وللمرة الأولى توجد حدود دولية فعالة".
وبشأن تقرير فينوغراد النهائي قال أولمرت "لا أعتزم التهرب من حوار جادّ وعميق ومسؤول بشأن ما جرى وبشأن ما فشل وخصوصا حول ما تحقق".
وأضاف أن "ثمة مكانا للتحدث في هذا الحوار وسوف أشارك فيه مثلما وعدت ومن دون تغييب للحقائق والتهرب منها وعلى القيادة المسؤولة أن تتحمل الانتقاد واستيعابه والاستمرار قدماً".
وتطرق أولمرت إلى إطلاق مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة صواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل، وقال "سنواصل استهداف قادة الإرهاب في القطاع ولن نتردد بالمس في مجرى حياة السكان".
لكن أولمرت ادعى من الجهة الأخرى أنه "لن نسمح تحت أي ظرف بنشوء أزمة إنسانية، فلن نمس بطعام الأطفال وبدواء المحتاجين وبالوقود للمؤسسات التي تنقذ الحياة، لكن لا يوجد أي مبرر لمطالبتنا بالسماح لسكان غزة بالعيش حياة طبيعية فيما تُطلق الصواريخ من ساحاتهم".
وقال أولمرت إنه عازم على التوصل على اتفاق سياسي مع الفلسطينيين "فلا مخرج أمامنا سوى بإجراء محادثات سلام وليس لدينا أفق يضمن الأمل أكثر من التحدث مع القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية".