في أول تقدير رسمي لتكلفة الحرب الإسرائيلية على لبنان قبيل بدء العملية البرية الموسعة يجري الحديث عن 23 مليار شيكل (ما يعادل 5.1 مليارات دولار).
وذكر المراسل الاقتصادي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التكلفة الحربية المباشرة بلغت 7 مليارات شيكل فيما الخسائر المباشرة في الشمال تبلغ 5 مليارات شيكل. ولكن الحرب حتى الآن ستقود إلى تراجع الناتج القومي بنسبة 1.5 وهي ما قيمته 9 مليارات شيكل. يضاف إلى ذلك المساعدات التي تقدمها الدولة لسكان الشمال والتي تصل إلى ملياري شيكل.
وتتوقع وزارة المالية انخفاض نسبة النمو الاقتصادي عن التوقعات السابقة بحيث تقل الآن عن 4% بعدما كانت التوقعات تتحدث عن 5.5%.
غير أن ما لا يجري الحديث عنه بتواتر حتى الآن هو آثار الحرب على الائتلاف الحكومي الذي سوف تهزه الآثار الاقتصادية والاجتماعية لها حتى لو أفلح في تخطي آثارها السياسية. فمن المعروف أن أحزاباً مثل العمل وشاس تعتبر أحزاباً اجتماعية، ما يعني أن زيادة ميزانية الدفاع ستتم على حساب ميزانيات التعليم والصحة والرفاه الاجتماعي، وهي ما كانت هذه الأحزاب تعرض زيادة الميزانية لها بعضاً من إنجازاتها.
وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث اليوم الأحد 13/8/2006 عما ينتظر رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، والحكومة كافة بعد انتهاء الحرب.
وفي هذا الإطار قال يوسي فيرتر، معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، إنه في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة سيضطر أولمرت لمواجهة معارضة من اليمين، ستتهمه بالتنازل والانكفاء ومعارضة من اليسار، ستتهمه بالعربدة والعدوانية. كما سيواجه لجنة تحقيق أو لجنة فحص، ومراقب الدولة، وسكان الشمال الذي استبيحوا من الخلف. وسيواجه الجيش الذي سيشكو بأنهم لم يسمحوا له بتحقيق النصر. وسيواجه رأيًا عامًا ووسائل إعلام متقلبة.
وأضاف فيرتر: عندما يكون رئيس الحكومة نازفًا ومعرّضًا للهجوم، فلن يكون لديه وقت لانشغالات أخرى. ولذا من المتوقع أن تطرأ حالة من الجمود على إسرائيل. وهو سيحتاج إلى وزير الدفاع ورئيس "العمل"، عمير بيرتس، الذي سيواجه مشاكل أيضًا بعد الحرب. وكلاهما سيحاول ترميم وضعيته من داخل الحكومة. وهو سيحتاج أيضًا إلى وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، التي تحظى بشعبية عالية لدى الجمهور. وكانت هناك إشارات في نهاية الأسبوع إلى أنه يحاول أن يصالحها.
أما مراسلة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، فقد أكدت أنه تنتظر أولمرت فترة صعبة جدًا، حيث "سيكون مضطرًا لأن يواجه المعارضة من اليمين واليسار ومراقب الدولة والإعلام، وربما لجنة تحقيق أيضًا. وإلى جميع هؤلاء سيضاف الجيش الذي سيدعي أن أولمرت لم يمكنه من الانتصار".
وأضافت "من غير المستبعد أن يقوم أشخاص من حزب "كديما" ضد أولمرت، مثل الوزراء تسيبي ليفني وشاؤول موفاز وآفي ديختر، الذين ينتظرون أن تضع الحرب أوزارها".